الأحد، 18 ديسمبر 2016

أسوان أرض الأجداد وزيارة تأخرت ست سنوات -1-

ست سنين مروا منذ زيارتي الأخيرة لأسوان. زمن طويل بالفعل، ثورة قامت وانتصرت ثم انهزمت، أربع رؤساء ومجلس عسكري حكموا البلد. كنت طالب في السنة الأولى بقسم اتصالات، ثم أصبحت معيد فجندي والآن مهندس بشركة أمريكية في فرعها بمصر الجديدة. أول تفكيري في الكتابة كان هناك بعد قراءة القصص القصيرة لحسن كمال في زيارتي الماضية والآن أعود وأنا أعشق الكتابة وأكتب بصورة شبه منتظمة. كتبت بضعة قصص قصيرة لا بأس بها والعديد من المقالات وعشرات التدوينات وحصلت على أول جوائزي في الأدب منذ أيام قليلة.

للي ميعرفش أنا من أسوان، بابا مولود هناك وأعمامي كلهم وعيلة بابا لسة هناك، جدي عبدالله – الله يرحمه –  أبو ماما من هناك بردو، مامتي وأخوالي مولودين في القاهرة لكن أعمامهم لسة عايشين هناك بردو. قريتنا اسمها الفوزة، شمال أسوان، احدى قري مركز ادفو مركز عبادة الاله حورس في مصر القديمة.

زيارة سريعة لم تستغرق إلا 11 ساعة، ورحلة قطار ذهاب وعودة 24 ساعة. كنت رايح أحضر عزا مرات بنت عمي د/عمرو، ولأني مزنوق في الشغل وعندي ميدتيرم يوم التلات فمكنش ينفع أقعد هناك أكتر من يوم. حجزت في قطر النوم بتاع يوم الخميس بليل ذهاب، والعودة كانت الجمعة بليل من أسوان. خلصت شغل وانطلقت لمحطة رمسيس عشان أركب القطر، مش فاكر آخر مرة ركبت من محطة رمسيس للصعيد امتي، غالبا هي مرة واحدة وأنا طفل لأننا عادة  واحنا رايحين أسوان بنركب من الجيزة لأنها أقرب لينا. مركبتش قطر النوم خالص وأنا كبير، ركبته مرة أو مرتين وأنا صغير ومش فاكر عنهم حاجة خالص، بس ماما وبابا بيقولوا ده فقشطة كلامهم صح. 

مشاعر متضاربة تنتابني، سعادة لزيارة تأخرت كثيرا، حزن بسبب طبيعة الزيارة ولأن المهندسة فاطمة  زوجة ابن عمى كانت شخصية جميلة طيبة القلب، لم أراها سوى مرة واحدة  أو مرتان منذ زمن طويل ولكنني أحببتها حينها وسيرتها طيبة بما تكفي لكي يحزن عليها الجميع. حسنا اذا بدأت الرحلة في الساعة الثامنة والربع بتوقيت القاهرة.

sleeping train at Ramsis train station
قطر النوم مريح جدا، وأنا رايح نمت ما يعادل ست ساعات على مرتين، وأنا جاي نمت سبع ساعات متصلين، فكرة أنك مريح جسمك على سرير حتى لو مش هتنام مريحة جدا، اتعشيت بوجبة القطر اللي بيقدمها، بعدين دخلت السرير، كان معايا كتابين لرحلة الذهاب والعودة، كل رجال الباشا لخالد فهمي عن بداية التجنيد الاجباري في مصر في عهد محمد على وبدايات جيش مصر النظامي، الكتاب التاني كان رسائل من الحرب العالمية الأولى اللي ليه معزة خاصة جدا عندي لأنه أول كتاب هدية عليه إهداء وجالي من شخص عزيز جدا على قلبي. رفاق كابينة القطر في الذهاب بدلت السرير بتاعي مع حد من كابينة تانية كان عاوز يقعد مع صاحبه في الكابينة بتاعتي، وافقت بترحاب وفكرت للحظات بسبب الموقف ده وازي هو حريص يقضي الرحلة مع صديقه  أني نفسي أطلع الرحلة مع بنت بحبها واحنا مرتبطين رسمي فابتسمت. المهم رفيقي في الكابينة الجديدة كان رجل لهجته بتقول أنه قاهري زي – أنا نظريا أعتبر قاهرى ذو أصوول أسوانية مش أسواني وده اللي عرفته من الجيش لأن هناك لما تتسأل على بلدك بيبقوا قصدين البلد اللي اتولد فيها – وكان رايح أسوان المدينة نفسها. أما في رحلة العودة كان معايا رجل ركب من محطة الأقصر وهو من هناك لكن بيشتغل في القاهرة أستاذ جامعة في الأزهر ولما عرف أني مهندس اتصالات قالي أن ابنه مهندس بردو ميكاترونكس في جامعة عين شمس. عمال القطر والمضيفين محترمين جدا، والقطر خدمته ممتازة مقارنة بأحوال الخدمات المماثلة في مصر.

المهم صحيت الصبح الساعة سبعة وربع مكنتش لسة دخلت الأقصر، غيرت هدوم النوم وفطرت بكيك وكوباية شاى – مؤخرا بدأت أشرب شاى وطلع حلو جدا وأحسن من النسكافيه –. قعدت أقرا شوية في كتاب كل رجال الباشا  لحد ما قربت من ادفو فقفلت الكتاب وقعدت أصور صور جميلة من القطر لمنظر النيل في مدخل ادفو، النيل العظيم جدا وهو لسة نضيف وواسع تحسه لسة شباب قبل ما يعجز عقبال لما يوصلنا القاهرة. 

The Great Nile of Aswan
وصلت ادفو الساعة عشرة إلا ربع، أنا كنت في عربية 13 ولأن رصيف ادفو قصير فعربيتي كانت برة الرصيف، مكانش معايا الا شنطة ضهري فنطيت من القطر ومهمنيش ان المسافة عالية عشان مفيش رصيف. بعد ما نزلت مشيت لحد الرصيف، لمحت من بعيد ابن عمي أحمد وعمي محمود – اللي أنا متسمي على اسمه – في انتظاري. انبسط جدا لأني بحبه جدا وهو عمي المفضل، وهو خدني بالحضن وقالي كان لازم اجيلك المحطة بنفسي ومرضتش اسيب أحمد بس يجيلك. وبس ده كان بداية اليوم الجميل جدا اللي هحكي عن تفاصيله المرة الجاية.

الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

فقط لو يمكنني التوقف قليلا لإلتقاط الأنفاس...

متعب لكنني لا أعترف بهذا كمحارب محاصر بلا حلفاء، رصاصاته على وشك النفاد لكنه لا يزال يصوبها لأعدائه باحثا عن الثغرة التي ستمكنه من فك الحصار والعودة لمنزله ليتناول العشاء مع زوجته الجميلة وأطفاله الصغار.


أحاول أن أنقذ عوالم الأصدقاء والأحبة، بينما عالمي بحاجة للإنقاذ، أتوقف لأنقذه ولكنني سرعان ما أعود لإنقاذ عوالم أصدقائي بالتوازاي مع محاولاتي لإنقاذ عالمي، فأشعر أن روحى متعبة وأن كل العوالم ستنهار، لن أنقذ أحد ولا حتى نفسي. أقرر أن أتوقف لإلتقاط الأنفاس لكنني سرعان ما أجد نفسي مدفوعا في مغامرة أخرى، خطة اخرى، وتستمرالحياة. 

الاثنين، 5 ديسمبر 2016

رسايل على هامش يوم سعيد

حسنا حصلت على المركز الأول في مسابقة القصة القصيرة لنقابة المهندسين، عندما قدمت قصة "جنية على البحر" أحد أفضل ما كتبت بالنسبة لي كنت أعلم أنني سأحصد مركز لكنني لم أكن متيقنا أنني سأفوز بالمركز الأول، لكنني فعلتها !

انا مبسوط جدا جدا، تهاني الأصدقاء وحبهم ليا أسعدني أكتر من الجايزة. بداية اليوم كانت حزينة لأن أحمد أخويا سافر خلاص السعودية 

عزيزي أحمد/
في الأغلب أنت لن تقرأ هذه التدوينة إلا إذا قررت أنا أن أرسلها إليك، سأفتقدك بشدة، اليوم أمسكت بهاتفي لأحدثك أخبرك أن تأتي لي بالفطار لأنني اليوم لم أذهب للعمل، وأننا يمكننا أن نلعب PES 6 بعد أن نفطر. لكنني سرعان ما تذكرت أنني ودعتك بالأمس، ابتسمت في شجن. أتقلب في السرير الذي طالما تنازعنا عليه (هزارا) وأفكر أنه أصبح لي أخيرا، ابتسم في حزن فأنا أفتقد نزاعنا وضحكاتنا، أفكر أنني لم أحب هذا السرير الأصم يوما لكنني فقط كنت أجعله ذريعة لأشاكسك . أذهب للتركي في نهاية اليوم أتذكر أنها قهوتك المفضلة وأن كراسيها ستفتقد دفء وجودك لمدة ثمانية أشهر على الأقل. عزيزي أحمد أفتقدك ولا أستطيع أن أعبر عن هذا فدوما علاقتنا وصداقتنا وأخوتنا لم يكن مكانها سطور صماء، ربما الآن أنا لا أشعر بالافتقاد الذي يعصف بالروح لكنني أعلم أنه في قادم الأيام غيابك سيؤثر بي في شدة، لعلي أكون مخطئا.   

كان عندي برد روحت نمت شوية، وبعدين نزلت قابلت صديقة عزيزة هي اللي حضرت معايا الحفلة، جابتلي هدية لطيفة لعيد ميلادي  والكارت اللي كان مع الهدية كان مكتوب فيه كلام لطيف للغاية بسطني جدا جدا

الصديقة العزيزة/
أنا ممتن للغاية، يكفي أن أقول أنك حولتي يوم حزين ليوم ربما يكون الأجمل في عامنا الحالي. حماسك لفوزي بالجائزة، الصور التي قمتي بالتقاطها، التمشية في شوارع الزمالك بعد الفوز بالجائزة بينما أنا منتشي. وحديثنا الذي أزعم أنه الأعمق منذ زمن بعيدة. أسعدتني يا صديقتي. لتنعم روحك بسكينة وهدوء تستحقينهم عن جدارة وتذكري دوما أن هذا الوقت سيمضي :)))

الحفلة اتاخرت نادوا اربع أشخاص واخدين المركز الخامس، مكنتش منهم، نادوا الرابع مكنتش أنا بردو، وصلوا للأول، هزرت مع صديقتي قلتلها يمكن بلغوني غلط وأنا مكسبتش، نادوا اسمي وطلعت الأول :D، سمعت مهندسة منال الملا المشرفة على المسابقة بتقول القصة عجبتها بشكل خاص، والأديب اللي  حكم ناداني بعد ما استلمت الشهادة وسلم عليا :D، كتبت لماما أني كسبت المركز الأول عشان أفرحها 

ماتش الريال فات عليا وكنا مغلوبين، كانت الدقيقة حاجة وتمانين مردتش أقعد أكمله، مشيت مع صديقتي وفجأة سمعنا هيصة من أحد شوارع الزمالك الهادية، عرفت أننا اتعادلنا، فتحت الموبايل لقيت أننا اتعادلنا فعلا، كنت فرحان جدا لدرجة أني لوهلة فكرت أبوس صديقتي، بس لميت نفسي احنا مش في الغرب هنا والقلم هينزل يرن على وشي xD، بس فرحة جون الدقيقة تسعين يا جماعة والله :D :D
روحت كتبت للصديقة منة ولهاني وللبني ولسعيد وبعت فويس نوت لعاصم وكلمت باسم قلتله 

العزيزة منة/
أعلم أنك تمرين بأيام صعبة هذا الأسبوع، لكنني أثق أنها عاصفة وستمر، مثلما أقول دوما للأصدقاء المقربين الذين أحبهم، هذا الوقت سيمضي. شكوكك ستنتهي ورحلة نجاحك ستبدأ قريبا، ربما تشعرين بفقدان الثقة في جميع أصدقائك حاليا وأن معظمهم يخذلك، لكنني أعدك أنني سأظل دوما موجود قدر المستطاع لأدعمك وأتمني ألا تمنعني ظروف الحياة من هذا. 


العزيزان هاني ولبني/
سعيد للغاية بخبر خطوبتكم، وأتمنى أن تكتمل قصة حبكم التي شهدت بدايتها للنهاية السعيدة فأنتم من أجمل الأرواح التي قابلت في حياتي.

عاصم رد عليا وكان مبتهج فشخ، والنهاردة بعتلي تاني وقالي أنه سعيد أكتر عشان محبة الناس ليا ( ابتسمت لأن كلامه ده شبه الكلام اللي كان في كارت عيد ميلادي) 

العزيز عاصم/
أصبحت من المقربين جدا لي وأنا سعيد أيضا من أجلك لأنك تندمج سريعا في المجتمع الأمريكي ولأنني أشعر أنك أخيرا وجدت الوسط الذي تنتمي إليه، ولأنك تخوض التجربة الجديدة بكل قوة وبلا أي تردد، أنتظر كتاباتك عن تلك الأيام المثيرة التي مررت بها ( وستمر) 

عيد ميلادي كان من كام يوم ويوم اسكندرية اللي روحته مع فوزي وجودة ومازن ومجدي وشريف وسعيد كان حلو اوي وآخر مرة في السباحة كنت مبسوط أوي وشغلي كويس الحالة العامة أنا مبسوط الحمد الله 

شكرا للأصدقاء الأعزاء كلهم اللي ذكرته هنا واللي مذكرتهوش حبكم أكتر حاجة أسعدتني الأيام الفائتة ديه :))

الخميس، 3 نوفمبر 2016

أفكار محاولات العودة للكتابة بصورة أكثر انتظاما AKA: حياتي مؤخرا

بقالي فترة مش بكتب، ضغط الشغل التلات اسابيع اللي فاتوا مكانش مخليني ألحق أكتب خالص. بس اهوه ممكن أكتب سريعا دلوقتي كدة واستغل لحظات الهدنة قبل رجوع ضغط الشغل مع الميدتيرمات الاسبوعين الجايين

امبارح قابلت محمد فاروق زميل ليا من ابتدائي بقالي فترة مش بشوفه، بسأله ازي مامته، قالي ديه اتوفت من سنتين، زعلت واستغربت لاني قابلته كذا مرة بعد تاريخ الوفاة ده ومقاليش أو بمعني أصح أنا مسألتهوش وهو مش من النوع اللي بيكتب على الفيس 
بعيدا عن الزعل بقي اللي حسيته لأني كنت بحبها جدا، فضلت أفكر ازاي احنا كبرنا وبقينا نعرف أن ناس حبناهم ماتوا من غير ما نودعهم. كمان طريقته وهو بيقول الخبر كان بيقول بلهجة عادية محايدة لكن كان في نبرة حزن واضحة وراها، النبرة ديه أول مرة أسمعها من حد على ما أتذكر نبرة عادية لكن فيها حزن خفي تقريبا النبرة ديه هي الحياة بتاعتنا في صورة مجردة. 

شدني جدا الخبر بتاع الاتنين مهندسين اللي استشهدوا في 2008 وهم بيبنوا السد اللي بيحمي سفاجا من السيول بسبب أنهم رفضوا ينصاعوا للمقاول ويغشوا، والاسبوع ده اللي حصل فيه السيول فبسبب تضحيتهم بينقذوا سفاجا وكذا طريق من خراب زي اللي حصل في رأس غارب مثلا. دم الاتنين دوول (اللي هم ناس عظيمة جدا أكيد ويستحقوا كل تكريم) أنقذ عشرات الأرواح وأنقذ مدينة كاملة من الخراب وبعد 8 سنين من وفاتهم يتردلهم حقهم ويتسمي السد باسمهم ودمهم يطلع مراحش هدر وناس كتير اوي تدعيلهم, انا انبسط جدا وأكيد أهلهم دلوقتي حاسين براحة أن دم ولادهم مراحش هدر. 

انهاردة وامبارح كنت باخد تدريب على ال presentation skills في الشركة عندي، كانوا يومين لطاف حقيقي، عملت 2 بريزنتيشن فيهم وكنت كويس جدا والناس عاجبهم اللي عملتوا، بفتكر اول مرة أعمل بريزنتيشن خالص وانا في تانية اتصالات وكنت متوتر ازاي (بالمناسبة استعملت نفس السلايدز ديه تاني انهاردة :D )، بريزنتيشن سنة تانية ديه مكنتش اجباري بس انا دخلتها عشان اتخلص من خجلي قدام الجموع وانهاردة بعد كام سنة من الموضوع ده وكذا بريزنتيشن علمته انا بقيت كويس جدا الحمد الله في النقطة ديه ومبسوط بده. 

الكام اسبوع اللي فاتوا في علاقة صداقة اتصلحت في حياتي، أعتقد خلاص خدت الشكل اللي مريح طرفين العلاقة وده كان شيئ عظيم وأثبت نظريتي أن at end every thing will be ok

احرزت تقدم حلو جدا في دروس السباحة بس يا رب الحق احقق هدفي واني يوم عيد ميلادي يبقي معايا فيديو سباحة professional ليا، عامة قرار السباحة ده كان من أحسن قرارات حياتي السنة ديه وفعلا مبسوط بيه جدا وهكتب عنه بالتفصيل أكيد وهكتب عن الناس الظريفة اللي معايا وساعدوني في ده بس قدام شوية

لغاية دلوقتي مش عارف اخد قرار هكمل ماستر ولا لأ بس عامة انا هكمل مذاكرة طوول ما انا مش واخد القرار، المفروض كنت عاوز اسافر في اخر 2017 بس لغاية دلوقتي مخدش خطوات جدية لده بس أعتقد خلاص مش هسافر على ماستر لان التقديم قرب جدا وانا مش جاهز، ممكن شغل بس محتاج أقيم الخطوة ديه وابدا استعد لده لو حابب، عامة انا مبسوط في شغلي الحالي وبتعلم فيه وأعتقد ده ممكن يأخر قرار السفر شوية

عاوز أكتب مقالات قريب وعندي مقال شبه جاهز عن الثانوية العامة غالبا هنشره


ده ملخص الأفكار اللي في دماغي حاليا ويارب أرجع اكتب نصوص حلوة تعجبني تاني وانجز في الرواية اللي مش راضية تخلص ديه



الأربعاء، 5 أكتوبر 2016

اختناق صباحي



استيقظ صباحا أشعر بالاختناق و قليل من الكآبة لا ليست الكآبة – الكآبة كشعور يصيبنا لا أقصد المرض –  المؤقتة  الناتجة عن عدم النوم لفترة كافية، ليست الكآبة المعتادة التي جربتها من قبل عندما كنت أرغب بالنوم لساعات  فأنا قادر بالفعل على النهوض من الفراش بهمة ونشاط لكن هناك شيئ يجثم على روحي، شيئ يجذبني للجلوس بالمنزل وعدم الذهاب للعمل، استيقظ في الثامنة لكنني لا أخرج من المنزل سوى في التاسعة والنصف !

حسنا بعد أن استيقظت أفتح الفيسبوك ليلاحقني سيل من الأخبار عن مهند الفتي الذى مات بالسرطان، بوستات تعاطف يلحقها "سكرين شوتش" لكتابات يؤيد فيها داعش. شمامين الكلة، عديمي الانسانية، مئات التعليقات المليئة بالشتائم. أشعر بالاختناق. يتواصل سيل الأخبار لكن هذه المرة عن الدولار الذي سيزيد سعره والخطة الاقتصادية الحكيمة للرئيس والبلد التي غرقت ولن تنهض ثانية، كوميكات تجعل روحي تختنق أكثر فأكثر. أفكر كيف يتحمل الناس كل هذه الكآبة، كيف أشارك شخصيا في كتابة هذه المحتوى ومشاركته مع الأصدقاء ألا يحق لنا أن نستريح قليلا من كل هذا العبث. تنتهي بوستات الشأن العام لتبدأ بوستات السفر، و ريال مدريد الذي تعادل في نفس يوم هزيمة برشلونة. ثم تتعدد المواضيع، كيف تتزوج، عشر طرق لاختيار حبيبتك المقبلة، عشرات الأخبار عن جائزة نوبل. شبكات التواصل الاجتماعي تضغط على روحي أشعر بأنني انسحق تحت وطئة كل تلك الأخبار أشعر أنه يتم بسترتي بعنف دون توقف. أيام كهذه بثقلها الذي يصيب ذهني تجعلني أؤقن أننا بالفعل غير مصممين لتحمل كل هذا الكم من الأخبار بتطرفها – تطرف في تنوعها –  كما كتب كريم عمر من قبل*.

أشعر بمزيد من الاختناق أفكر أنني لم أعد راغبا في انقاذ العالم، لم أعد قادرا على إنقاذ أصدقائي، طاقتي نفدت لكنني لا أستطيع سوى أن أبذل ما بوسعي  لمساعدتهم فأنا لا أستطيع أن أتحمل شعور أنني خذلت أحدهم حتى لو كان المقابل أنني أستنزف روحي أكثر فأكثر، أعلم أنني مخطئا فهذا لكن هذه طبيعتي التي جُبلت عليها. أفكر في أنني لم أعد حتى قادرا على إنقاذ نفسي.

أفكر أن ليلة أمس كانت تشي بتلك الكآبة الصباحية، كنت أحدث باسم في الهاتف، نناقش فرح مسعد صديقنا وترتيباته بينما على شات الفيس بوك يحدثني صديق " مازن سعيد"عن أوراق الماستر التي لم نسلمها بعد و"ديدلاين" تسليم تلك الأوراق، ثم يسألني عن مادة سخيفة أخرى نرغب في دراستها، أفتح شات آخر مع صديق آخر "سعيد" لكى أساله. أشعر بالإرهاق، أرغب في أن أغلق السماعة مع باسم وأغلق كل نوافذ الشات المفتوحة ولتذهب المواعيد للجحيم فكل ما أريد الآن أن أنام لكنني أجبن من أن أفعل هذا. أتحمل الاختناق بصعوبة، ثم يرن هاتفي المحمول، ابن خالي يحدثني لأحل مسألة جبر له أريد أن أصرخ لست جاهزا الآن لنحلها بكرة لكنني أحلها وأكلم خالي بعدها لأخبره أن ابنه بحاجة لمدرس له لوحده وأعده أنني سأجد هذا المدرس. أختى تحدثني عن مذاكرتها للأحياء واختلافها مع أمي، أخبرها أنني مرهق لكنني أتذكر أنني أحاول منذ فترة أحاول أن أدخل لعالم أختى الصغيرة، أحاول أن أصادقها وأحاول أن أساعدها في الثانوية العامة فأعود لها لأستمع. قبل كل هذا حدثني أحمد حافظ لألتحق بتمرين السباحة بالأمس، لكنني أكثر كسلا أو لنقل إرهاقا  من أن أعوض حصة فاتتني أخبره دعها غدا أو ربما الأربعاء.

أذهب للفراش، أفكار متضاربة تنتابني،  أشعر أنني لم أعد قادرا  على إعطاء المزيد من الاهتمام، مزيد من المجهود. أريد أن أتوقف عن فعل كل شيئ  ومقابلة أي كائن، ارغب في التنصل من كل مسئولياتي. أشعر أن نفسي مكددوة تحتاج لراحة سلبية تماما، بعيدة حتى عن أهلي وأصدقائي، ربما اكتفي بشخص واحد فقط منهم يشاركني تلك العزلة. في نقس الوقت أجد أن نفسي لا تطاوعني فلازلت أظن أنني قادر على تغييير العالم وإنقاذ الجميع حتى وأنا أشعر بكل هذا التعب. أفكار متضاربة تماما!

هذا ما حدث بالأمس، اذا الكآبة الصباحية تصبح أكثر منطقية الآن. أرتدى ملابسي سريعا فأنا لازالت المسيطر هنا رغم هذا الاختناق وسأذهب للعمل.  تقفز في ذهني الآن الشخصيات ذات الأفكار المسمومة التي تحيط بنا. هؤلاء الكئيبون حياتهم عبارة عن حلقة من مسلسل درامي طويل مليئ بالدموع التي لا تنتهي أتفهمهم أحيانا ولا أفهمهم في أحيان كثيرة، أفكر أنني أحيانا كنت أقوم بهذا أيضا، أسال نفسي كيف ننقذ معارفنا من هذا النوع؟ لا أعرف أشعر أحيانا كثيرة نه لا يمكنك إنقاذهم سيسممون عقلك – دون قصد منهم – مهما ادعيت أنك منيع وأنك ستنقذهم. لكن شعوري الدائم بأنه يمكن إنقاذ الجميع يجرفني ثانية للتفكير في أنه يمكن إنقاذهم.

أهبط على درجات سلم منزلنا، أتذكر أنني أهمل كتابة مذكراتي في تلك الفترة رغم أنني أعي أنني سأبحث مستقبلا عن الشخص الذي كنت. كنت أطمئن نفسي في السابق أنني سأجد هذا الشخص في سطور كتاباتي الأخرى الأدبية والسياسية لكنني لأول مرة أخاف ألا أستطيع التعرف على هذا الشخص من سطور كتاباتي الأخرى. ربما فقط سأجد لمحات منه في تلك التدوينات الشخصية التي أقوم بكتاباتها، يجب أن أعود لكتابة مذكراتي اذا!

في العمل أشعر بمزيد من الاختناق، أبتسم عندما أتذكر كلامي لشريف أنه بحاجة لاجازة يبتعد فيها عن الضغوط فيبدو أنه ليس الوحيد الذي يحتاج لمثل تلك الراحة هنا. أتذكر أحد لحظات سعادتي الكثيرة وأنا طفل:
كنت طفلا نحيلا لا أملك كل وسائل المتعة الحالية لكنني أبدا لم أشعر بالملل كنت سعيدا جدا وسط جنودي البلاستيكية وكرات البلي التي كنت أصنع منها قوات خاصة والمكعبات التي كانت تمثل الحصون التي تختبأ بها قواتي والبلاط العاري الذي أصبح فيما بعد سيراميك لكنه ظل دوما البحر الذي تشق سفني البلاستيكية الصغيرة مياهه العميقة لتقصف الأراضي المعادية على الناحية الأخرى من الغرفة. ربما  لحظة مثل تلك هي التي أنشد. لا أنكر أنني أشعر بهذه السعادة أحيانا لكنني أريدها دائمة، لا أرغب في سعادة غير متناهية لكنني أرغب في سعادة هادئة مثل هذه، لا يكدرها سوى حزن أكثر هدوءا. ربما هذا الهدوء هو الملاذ، هدوء أغبط هؤلاء الذين وصلوا إليه.

أجلس الآن في العمل أكتب هذه السطور الكئيبة – التي قمت بتنسيقها الآن لكي أنشرها –  لأن عقلي مسمم غير قادر على الانتاج ربما الكتابة تساعدني على تفريغ تلك السموم والمشتتات لكن هل حقا تخلصنا الكتابة من السموم التي يحتويها عقلنا لا أعرف و لا أظن أنني سأعرف. منة صديقتي تخبرني أنه ليس دائما تفعل هذا لكنها في أغلب الحالات تساعد. حسنا أميل لتصديقها.


PS:
أفكر في خطة سريعة لمحاربة هذا الاختناق،  هروب ليوم واحد فقط ربما هو الخميس القادم لمزرعة خالي حيث الكتب هي الرفيق – أفكر أنه بدون مزيكا سيكون الأمر أفضل لكننى لم أقرر بعد –، أرغب في أن أتقن شغلى  أكثر من هذا سيساعد أيضا.

بوست كريم عمر المشار إليه في النص هنا*

الجمعة، 16 سبتمبر 2016

مرسال إليها وإليهم وإلى آخرون لا أعرفهم

لنجمع كل التدوينات التي كُتبت، وتلك التي لم تكتب، لنكتب عن الحب الذي لم يكن كافيا لأي منهم، بينما الوحيد الذى تم غمره بحب لا ينتهي زهد فيه. لنكتب عن هذا الذي تجاوز بعد أن غرق مرات عديدة، وذاك الذي ظن أنه تجاوز لكنه غرق ثانية، وثالثهما الذي لم يجرؤ قط على إعلان حبه هذا ولكنه سيفعل عما قريب أوربما فعل لا أدري

لتكتبي أنت عزيزتي نصك الأعظم، ولتكتب عزيزي الذي تظن نفسك كاتبا روايتك التي سيتهمها الجميع بالإغراق في الرومانسية غيرعالمين أنها حقيقة واقعة، أما أنت عزيزي الذي لم أستطع قط أن أحب أنت لا تكتب لكن لترويها لصديق لك في جلسة على ضفاف النيل فهي قصة جديرة بالرواية حتى لو أنك لا تعرفها كلها، أم أنت رابع أبطال تلك الحكاية الذي لم أستطع أن أغير منه أبدا لا تتوقف أبدا عن التدوين.

يمكننا أن نجتمع سويا ونتفق على الكلمات التي تصف كل ما حدث وما سيحدث، ونحكى عن الوضع المثالي الذي أردنا دوما أن نصل إليه، لكن كلما أصبح أحدنا على القرب الصحيح منك اقترب آخر مفجرا الأمور. 





الأربعاء، 14 سبتمبر 2016

العبور بخفة

الصديقة العزيزة التي آتت في الوقت المناسب تماما/

هذه رسالتي الأولى لكي، وأتمني ألا تكون الأخيرة، سأكتب بالفصحى وشوية بالعامية :D 

في يوم 17 اغسطس، على بريدي الالكتروني استقبلت رسالة من الماضي كنت قد أرسلتها منذ عام مضى عن طريق موقع "future me"، كانت رسالة تجريبية أرسلتها بالخطأ لعام كامل قادم بدلا من يوم واحد فقط. كنت أجرب حينها الموقع تمهيدا لاستخدامه في إرسال رسالة مستقبلية للفتاة التي أحببت، حسنا أرسلت الرسالة ووصلت في الموعد المحدد لفتاتي، وانتهت علاقة حبي مع تلك الفتاة وتغيرت الكثير من الأمور في هذا العام. ابتسمت عندما استقبلت الرسالة وقررت أنا أكتب تدوينة عنها بعنوان "فيوتشر مي"، كتبت عبارة واحدة في التدوينة "جواب فيوتشر مي الذي ذكرني بحماقات العام السابق " لكنني انهمكت في العمل والرياضة ولم أكتبها.

يوم 28 أغسطس، كنت منهمك جدا في الشغل، أكواد مش فاهم منها حاجة، في تاسك مش فاهم فيها حاجة، النفسية أحسن بكتير من كام شهر فات، الحركة اللي علمتها للبنت اللي كنت بحبها مؤخرا وأثارت عواصف النفس تأثيرها بدأ يقل كتير وبدأت ارجع كويس تاني.  الرياضة اللي بعملها (جري وسباحة) بتبسطني جدا وبتساعدني أني أبقي متزن نفسيا. بس لسة في حاجة ناقصة لسة مش حاسس باكتمال توازني النفسي تماما.  في اليوم ده بليل كنت متفق هقابل عمرو، هروح أجري بعدين هقابله. لما كلمته لقيته قاعد مع حسن وانت ومايسة، كان مطول واقترح أني أجلكم أقعد معاكم. وزي ما حكتلك قبل كدة ده كان أثر فراشة عظيم جدا، كان ممكن يقولي خليها يوم تاني أو كان هيقوم ويسيبكم، بس ده كله محصلش، خلصت جري وجتلكم وكانت أحسن حاجة ممكن تحصلي في الوقت ده. كنت كعادتي في أول تعارف مع ناس معرفهاش هادي، استلطفتك جدا، ولما اتكلمنا عن هاري بوتر في اخر القعدة استطلفتك أكتر :D  ولما انت قلتي عاوزة الرواية مني أول لما اخلصها، قررت في نفسي هجبهالك. انتهي اليوم وكنت حاسس اننا هنتقابل تاني وهنتكلم اكتر بس حقيقي متوقعتش ان ده يكون في اليوم اللي بعده :D

يوم 29 أغسطس استقبلت خبر البوزيشن الجديد على الضهر كدة، وشكم كان حلو جدا عليا وانا مؤمن بالاشارات :D، كلمت عمرو قلتله أفرحه وقلتله اني جبتلك الكتاب، وجيتي انت كدة على اخر اليوم دخلتي باركتيلي، كانت مفاجأة انبسط جدا حقيقي، قعدنا نرغي حبة حلوين ومن ساعتها واحنا بنرغي كل يوم تقريبا.

كنت بحاجة لصداقة من هذه النوعية، لا أملك الكلمات التي أصف بها هذه الصداقة، لكن بعد أن نشأت هذه الصداقة عرفت أن هذه هي كل ما كنت أحتاجه، صديقة مثلك تعيد لي القطعة الناقصة في توازني النفسي.  أملك الكثير  من الأصدقاء الذين أحبهم ويحبوني في المقابل، ساعدوني كثيرا على تجاوز أحزاني لكنك دوما كنت من أفتقد. ربما أفضل ما أصف به تلك الصداقة هي الخفة في التعامل. سأستعير منك وصفا " أنك تلاقي حد متقبلك زي ما أنت مش بيحكم عليك وبيسمع منك"

لو أنني سأورخ لبداية عالمي الجديد في الأغلب سيكون 29 أغسطس هو البداية، لا أعلم المستقبل بالطبع، لكن كل ما ظننه بدايات جديدة من قبل كانت تنقصه قطعة ما، كنت أشعر على الدوام أن هناك أمرا ما، هل تعرفين هذا الشعور عندما تكوني في قمة سعادتك، لكنك فجأة تشعرين بالوحدة وبأنك لا تملكين أى أصدقاء وبأن هناك شيئ خاطئ في حياتك لكنك تفشلين في تحديده، هذا الشعور كنت أشعره على الدوام. لكن الآن ومنذ أن عرفتك لا أشعر بهذا بتاتا. منذ يوم 29 من أغسطس وأنا اتزاني النفسي على خير ما يرام، أشعر أنني أستعد محمود المتفائل الذي ظننت أنه قد انتهي للأبد، تحسنت كثيرا وكنت على الطريق للاتزان النفسي لكن دوما يحتاج المرء منا للمسة سحرية تكمل ما بدأه وكنت أنت صاحبة هذه اللمسة. نعرف بعض منذ ما يقل عن الشهر لكنني أشعر أنك صديقتي منذ سنوات عدة.

صديقتي العزيزة منذ أن خضت تلك التجربة المؤلمة لم تعد فكرة النهاية تلك الفكرة المستحيلة. لازالت أتعامل مع  كل علاقاتي كأنها أبدية وأننا أصدقاء للأبد لكنني اليوم أكثر تقبلا لفكرة النهاية ولن أصدم كثيرا لو انتهت احد علاقاتي المتينة. لكنني أتمني  أن تستمر صداقتنا تلك وأن تكون أبدية حقيقية وليس مجرد سطور أكتبها أو فكرة في ذهني فقط.

أحيانا ستجديني مملا كالجحيم، في أحيان أخري سأكون منشغلا في الكثير من هراء العمل والدراسات العليا، لكن ثقي دوما أنكي ستجديني داعما على الدوام فأنا من هؤلاء الذين لا يزالون يؤمنون بالصداقة والمشاعر الطيبة وكل تلك الأشياء التي يستخف بها الكثيرون
                                                                                                            محمود


PS: ممتن حقيقي صديقتي العزيزة :)))

* العنوان من اختيار الصديقة التي تخصها تلك الرسالة ^_^

الاثنين، 18 يوليو 2016

هدنة اليوم الواحد

حسنا لنتجاوز كل ما حدث، لننس كل المشاكل ونتعامل كأنها لم تكن موجودة. سأنسي كل الخطابات التي تبادلنها، الغضب الذي نفثناه في وجوه أحدنا الآخر، العتاب على الأشياء التي حدثت وتلك التي لم تحدث. أبعث لكي برسالة أحكي فيها عن هدنة ليلة عيد الميلاد، حينما توقف الأعداء عن تبادل الرصاص، وانطلقت أهازيج أعياد الميلاد.
ابتسم عندما اتلقي منك مكالمة تسألين في أي الحروب حدث هذا. أخبرك في ليلة ميلاد المسيح في الحرب العالمية الأولى. ثم كما الزمن القديم نجد أنفسنا وجها لوجها بعد ساعات قليلة من تلك المكالمة. نتبادل الهدايا في صمت، يعقب هذا تبادلنا الحكايات التافهة التي علقنا فيها مؤخرا، والمشاريع التي تحمسنا لها ولكنها لن تكتمل أبدا، سأحكي لكي عن روايتي الأولى التي يبدو أنها لن تري النور أبدا، وستخبريني عن وحوش الكآبة التي لا تزال تهاجمك والفتي الجديد الذي ظننت أنه سيغرقك في السحر الذي انتظرتيه طويلا. سأبتسم في غيظ ولكنني سأكتمه وأقول في هدوء "لكنك عليك أن تعطيه فرصة أخرى"، ثم سأحكي لك عن فتاة لا وجود لها ردا على فتاك الجديد. سأحدثت بعدها عن علامات نهاية الحب، والحنين الذي يفاجئنا في لحظات ظننا فيها أن كل شئ قد استقر فيعصف بنا.
في نهاية اليوم سأقبلك ثم يعود كلا منا لموقعه المتحصن ولتستمر الحرب الباردة أو ربما لا داعي لهذا ففي النهاية نحن لسنا جنود في حرب عالمية لا نهاية لها!


الصورة لهدنة عيد الميلاد في الحرب العالمية الأولى عندما توقف جنود الألمان والانجليز عن الحرب دون تعليمات رسمية واحتفلوا بميلاد السيد المسيح ولعبوا كرة القدم سويا في أحد اللحظات النادرة التي انتصرت فيها الطبيعة البشرية المحبة للحياة على الحرب وويلاتها. 

حكاية مثيرة للاهتمام

العزيزة/
منذ زمن ليس بالبعيد لم أكن تلك القدرة السحرية علي حكاية الأشياء المثيرة للاهتمام - اهتمامك بالأخص - فأجعلك بتلك الحكاية تقعين في حبي للأبد، لم يكن الحكي يستهوني حينها رغم ان عالمي كان مليئ بتلك الأشياء الصغيرة التي يمكن الحديث عنها لكنك لم تصبري قط وحكمت سريعا على عالمي أنه ممل ككتاب تاريخ يذاكره مراهق بالمدرسة.
حسنا الآن أكتب إليك لأخبرك أنني أستطيع الآن أن احكي عشرات القصص - لسخرية القدر بسبب كل ما حدث - هناك مثلا تلك القصة الكليشهية عن الرجل الذي رفضته حبيبته، رفضته بسبب أنه لم يكن يملك المال الكافي لطموحها في حياة رغدة. حينها طارد الاموال مثل القصص المعتادة، لكن لم تكن النهاية معتادة، لم تتزوج فتاته وهو تزوج فتاة أجمل منها من هؤلاء الشقراوات البضات الذين تعج بهم تلك البلاد الباردة التي ذهب للعمل بها، لم يعود بالأموال ليجد فتاته في انتظاره ويتزوجها. كل هذا لم يحدث عزيزتي فهذا جدير بفيلم أو رواية يعشقها هؤلاء السذج الذين يملأون عالمنا. أيضا لم يفشل في الحصول على الأموال فالحياة ليست دائما بتلك القسوة.
إليك ما حدث اذا، طارد الأموال وحصل عليها بالفعل، لكنها بمجرد أن أمسك بها اخيرا كان قد زهد في فتاته فقال لها لا بكل بساطة عندما توددت له ثانية. هكذا بدون تردد قالها، فقد الرجل شغفه بفتاته وقال لها لا في نهاية المطاف!
هذه هي الحياة بكل قسوتها، نقاتل من اجل اشياء سرعان ما نزهدها في وسط معركتنا وننسي شغفنا بها فيأتي الانتصار باهتا لا يثير فينا سوي ابتسامة شاحبة وربما بضع ثوان من الحنين ثم لا شيء. كانت المعارك اذا كفيلة بإعادة تشكيل أرواحنا وأحلامنا
لكن هل تعرفين في هذا أيضا جمال الحياة. نعم فرغم اننا زهدنا فيما ظنناه حياتنا يوما ما الكنه كان السبب في خوضنا غمار الحياة وبداية رحلات صادفنا فيها جمال نادر يستحق بالطبع كل هذا الالم الممض.
                                                     محمود

الأربعاء، 6 يوليو 2016

علامات الشفاء وليلة عيد سعيدة

هي ليلة العيد حيث لا مكان للسطور الحزينة،  لنتحدث قليلا اذا عن الجروح التي شفيت بعد أن ظننا أنها لن تندمل أبدا. لا يوجد أجمل من أن تري النور بعد أن كنت غارقا في الظلام وتوهمت أن الظلام هو مصيرك لفترة طويلة فتكتشف أن النور ينتظرك أسرع مما توقعت.

حسنا للشفاء علامات ربما الحكاية ليست هي علامته الوحيدة كما كتبت هنا من قبل، هذه هي بعض تلك العلامات 

تعرف أنك شفيت عندما:
  • تضع الخطط الجدية لمواصلة مشوار حياتك، والخطط ليست لحظية وليدة لحظة حماسة ثم سرعان ما يبتلعها وحش الحزن واليأس. حتي لو لم تنفذ تلك الخطط فيما بعد لكن عدم تنفيذك لن يكون سببه الحزن والألم الذي لا يطاق كما في السابق 
  • تبدأ من جديد في ملاحظة الجمال الذي حولك، تتحرك مشاعرك بالإعجاب ناحية أشخاص من الجنس الآخر، حتي لو مجرد إعجاب لحظي. لم تعد ملك فتاة واحدة يا صديقي
  • عندما تبعث رسائل العيد لجميع الأصدقاء، دون أن تنتظر رد معين من أحدهم وطريقة رده هي القادرة على جعل عيدك سعيد أو بائس، لا تؤثر فيك الرسائل الباهتة الباردة، مجرد لحظة حنين ثم فرحة العيد تسيطر ثانية عليك وتشيع البهجة في نفسك. 
  • تستعيد ثقتك في نفسك، لم يعد يؤثر رأي شخصية وحيدة وقبولها لك أو رفضها في رؤيتك لنفسك.


هذه بعض العلامات التي لاحظتها مؤخرا، حالتي النفسية الآن جيدة جدا وستصبح ممتازة اذا قمت بتنفيذ خططي في غضون شهرين، الحمد الله :))







الثلاثاء، 21 يونيو 2016

رمضان حلو، دايما حالتي النفسية فيه بتبقي حلوة جدا الحمدالله، رمضان 2014 شهد انتهاء علاقتي بالفتاة الأولي اللي حبيتها، أو للدقة شهد تحسن حالتي النفسية وتجاوزي للتجربة ديه، الحب اللي ببتسم دلوقتي لما افتكره لأننا مكناش مناسبين لبعض بالمرة، من عوالم مختلفة أصلا لكنه الحب الأول أو نقدر نعتبره حب مراهقة وكدة اللي مش بيعترف بالكلام ده.

رمضان السنة ديه كل لما دخلنا فيه أكتر نفسيتي بترتاح من الموضوع الأخير بتاعي البنت اللي محبتش حد قدها، بدأت نفسي تبقي مطمئنة وبقيت متقبل أن الموضوع انتهي، حتى الحركة الأخيرة اللي هعملها تفكيري اتغير فيها تماما ومبقتش بدافع الحب الجارف اللي جرفني السنة ونص اللي فاتوا. 

اتكعبلت في مدونة شخصية لحد كان نفسي اتعرف على حكايته عن قرب اكتر، بطل يكتب فيها بس انبسط لما قريت البوستات القليلة اللي عنده وكملي حتة من الجزء الناقص من حكايتي اللي كنت منغمس فيها السنة ونص اللي فاتوا، بحب الناس لما بتكتب عن نفسها بحميمية وهو مش عارفين ميين هيقرا الكلام ده. 

يوم السبت الجاي هقدم حديث الصباح والمساء في نادي الكتاب ديه تاني مرة ليا أقدم فيها موضوع، ونادي الكتاب بقاله سنة محدش اتكلم فيه، نادي الكتاب ذكري حلوة من أيام الكلية والثورة العظيمة اللي بتثير حنيني دوما، حديث الصباح والمساء بردو رواية من رواياتي المفضلة أتمني أنه يبقي يوم حلو.




الجمعة، 3 يونيو 2016

خطاب على هامش الفخ

خطاب على هامش الفخ

هذا الخطاب ردا على النص الأدبي الموجود هنا للصديق عاصم الشيمي

عزيزي عاصم/

العمر يركض بنا ولسنا نحن الذين نركض به، مع ذلك لازالنا في البداية، العمر رفيق بنا حتى الآن ولم يركض بعد، لازال الشعر فاحم السواد، والآمال العريضة من المفترض أننا نطاردها الآن ولم نكتشف بعد أنها سراب. اذا لما كل هذه الأفكار الكئيبة، لماذا نفكر في فخوخ سنقابلها بعد عشرين عاما من الآن، بينما المتوقع أن نكون الآن نناضل في الطرق التي نظن فيها سعادتنا. لماذا نفكر في كيف ستلهو بنا الحياة  بينما لم يمر من عمرنا الكثير حتي نشعر بهذا!

لا أعرف حقيقة سبب كل هذا التفكير. لكننا الآن لسنا في معرض تحليل أسباب هذا التفكير، ربما لهذا حديث آخر. دعني اذا أكتب لك عن المخاوف نفسها، تلك المخاوف التي أقاومها منذ فترة لا بأس بها فأغلبها حينا وتغلبني حينا، لكنك أثرت وحشيتها ثانية بكلماتك الرشيقة في مقالك الأخير البديع نجحت أن عبثت بأكثر ما يؤرقني هذه الأيام، لهذا أجد نفسي مدفوعا للكتابة عن تلك الأفكار، مدفوعا للحكي. ففي النهاية القليل من الحكي يمكنه أن يبث بعضا من الاطمئنان في نفوسنا الحائرة المذعورة.

لنحكي القصة من بدايتها، في البدء كان هناك ذلك الطفل النحيل الذي لم يجرب شعور القليل من الفشل من قبل، كان دوما أحد هؤلاء الذين يتباهي بهم الأساتذة في مسابقات أوائل الطلبة، يحفظ أبيات الشعر كلها التي ندرسها، - عبقري في الرياضيات كما كان يخبره أساتذته وأقرانه حينها، ماكينة تحقق نجاح لا بأس به كما أخبرتك من قبل. حسنا بدون كتابة الكثير من التفاصيل المملة أنت تعرف باقي القصة، كان من المفترض أن يكون هذا الطفل بعد عشرين عاما من الآن في مكان الأستاذ الجامعي الذي كتبته أنت، ليس هو تماما لكنه يشبه بشكل أو بآخر.

مع ذلك ورغم هذا النجاح كان دوما هناك خوف مبهم – ربما الآن يمكنني القول أنه كان في الأغلب خوفا من الفخ الذي كتبت عن أنت ولم يكن بذلك الوضوح حينها – . على أي حال كنت طورت في تلك السنين نظريتي الخاصة التي كنت تبث الاطمئنان في نفسي وكنت أظن أنها ستحميني من هذا الفخ، " انجح ثم افعل ما شئت" كانت تتلخص  النظرية في تلك الكلمات القليلة، حقق النجاح واحصل علي الدرجات النهائية، كن من الاوائل، اشبع نفسك من نشوة النجاح- التي لا تعرف هل وُلدت بها أم أنهم زرعوا فيك مثل أشياء أخري كثيرة- ثم اختلس لحظات للمتع الأخرى التي يغرق فيها أقرانك. كل شيء بدا أنه علي ما يرام، الأمور تسير هادئة. مراهق متفوق علي دراية بأمور الحياة الأخري وليس مجرد (nerdربما النموذج الأكثر قبولا من المجتمع بكل شرائحه، عند هؤلاء الذين يقدسون النجاح يجد قبولا. وعند آخرون يرون أشياء أخري في الانسان أكثر أهمية من الدرجات كان يجد نفس القبول. كان من المفترض اذا أن تسير الأمور هكذا حتي سن الأربعون مثلا بعد ان نستنفذ خمر النجاح لنهايته فنبدأ في رؤية فخوخك التي كتبت عزيزي. لكن لم يحدث هذا.

 لا اعرف متي توقفت لانظر قليلا، لاتسائل أليس من المفترض أن نخوض التجارب كاملة نغرق فيها حتى نقول أن خُضنها حقا. ألم يكن من المفترض أن نكون أكثر مغامرة مما كنا عليه. لا أتذكر لحظة معينة، لكن ربما هي الثورة بكل تقلباتها المفاجئة والتغيرات العنيفة التي تصيب نفوسنا وعقولنا نتيجة لها هي التي أفسدت كل النظريات، هي من جعلني أتوقف لأراجع ما ظننت أنه نظرية صالحة طوال عمري. ربما توقفت عندما قرأت " البين بين هو أصعب ما ينحدر إليه المرء " في رواية تغريدة البجعة. ففكرت في عذاب أن تظل معلقا بين عالمين لم تنتمي لأحدهم قط تظل "بين البينين" كما يقولون. ثم أصبحت  تلك الفكرة أكثر ما يؤرقني في آخر سنتين، كيف نعرف أننا في طريقنا للتوازن الذي ننشده وليس لجحيم "البين بين"؟ ربما توقفت عندما استهلكت تماما من الثورة والدراسة وكل تلك الأشياء. لا يهم متي توقفت، لكن ما يهم أنني توقفت لأسأل نفسي ماذا أريد فعلا؟هل أريد الحياة بتلك الطريقة؟ ثم أكملت الطريق قليلا لأنهي دراستي الهندسية مدفوعا ببواقي طاقة سنين الشغف الأولي بالكلية. ثم توقفت ثانية الآن، لأجرب أن استمتع قليلا بحياتي ضاربا عرض الحائط بالنجاح وبالاثني عشر ساعة التي يعملها أقراني الآن لأنهم كما يقال لهم في بدايات حياتهم" اتعب الآن وارتاح بعدين"– هذه الكلمات السخيفة التي سيكررها بالتأكيد أحدهم لعجوز في السبعين من عمره –، توقفت لأخوض بعض التجارب لنهايتها واستمتع قليلا بها بدلا من سجن" بين البين".  

لكن هل تعلم عزيزي كعادة الانسان سيظل دوما الجانب الاخر يؤرقنا، ماذا لو خضنا التجارب  لنهايتها والقينا بكل النظريات للقمامة ففشلنا ولم نستطع العودة مرة ثانية لحياتنا السابقة، كهؤلاء الثوار الذين راهنوا بكل روحهم على الثورة والملحمة فأصبحوا الآن يحيون بدون روح أو بأرواح مشوهة معذبة! ماذا لو تمتعنا بالقليل من الفشل ثم وجدنا أننا لم نعد قادرين على النجاح ثانية. تلك الأسئلة تؤرقني، وشعور الذنب يطاردني، فنحن أسري للنجاح - أو ما نتوهم أنه النجاح - مدمنين له حتى الثمالة، لهذا القليل من الفشل يثقل ضمائرنا، لازالت تائه عزيزي، ربما بعد شهور قليلة سأكتب غير هذا رضوخا لخمر النجاح، ربما سأصل للتوازن المنشود الذي سيجنبني كل المسارات الخطائة والفخوخ الحالية والتي ستقابلنا بعد عشرين عاما. الموضوع مربك جدا عزيزي، فكل الاحتمالات – المخيف  منها والمطئمن – قائمة. والفخ ليس بالضرورة ينتظر أستاذ جامعي لم يعرف من متع الحياة سوى العلم لكنه قد ينتظر مهندس  أخطأنا الطريق ظنا منه أنه يهرب من الفخ فوجد نفسه في نهاية المطاف أمام الفخ الذي أنفق عمره يحاول أن يتجنبه.

عزيزي عاصم آمل أن يكون عدم اتزاننا الآن وتفكيرنا في الفخوخ التي لن نقابلها قبل عشرين عاما هو طريق خلاصنا من تلك الفخوخ. لست متأكدا من صحة هذا بالطبع لكنني  أتمناه. 

                                                                                                             
  محمود  

الثلاثاء، 31 مايو 2016

الحياة لفوزي...



حسنا لدي الآن صديق لأصدقائي يرتدي بدلة حمرا ، زميل بالدفعة بالتأكيد صافحته عدة مرات من قبل ربما آخرها في يوم الفوتوداي - اليوم المبهج  الذي التقطت فيه الصورة  أعلاه - تم الحكم عليه بالإعدام. الأمور انحدرت بطريقة مخيفة، الآن يجب علينا أن نتعامل 
مع إعدام أصدقائنا بعد أن كنا نتعامل مع اعتقالهم في سجون ضيقة تآكل أرواحهم ببطء، انتقلنا من مرحلة الحرية للأصدقاء لكي نكتب عن إعدامهم ونطالب بالحياة لهم!

كل ما سبق من إعدامات - عدا قضية عرب شركس - كنت أتعامل معاها بخفة وسخرية ففي النهاية هم لن يعدمون مرسي وبديع، موائمات، ضغوط دولية، نقض، استئناف، وكل تلك الأشياء التي ستمنع تنفيذ تلك الاعدامات، حسنا ما يتعرض له قادة الاخوان ظلم لكن في النهاية يمكننا بقليل من الجهد أن نتجاهل هذا، أن نزعم لأنفسنا أن كل شيء سيصبح على ما يرام، بالتأكيد لن يُعدم هؤلاء. لكن حتى تلك الرفاهية لا يتركوها لنا،  يصرون على التنكيل بنا حتي النهاية، سنعدم أصدقائكم، نيازك الظلم ستضربكم ولن تفعلوا شيئا حيالها، جل ما ستفعلونه هو كتابة المزيد من الهراء!

افاجئ أمس بخبر أن محمد حكم عليه بالإعدام، استقبل الخبر بهدوء فهو متوقع، لكنني لا استطيع أن أطمئن نفسي مثلما اعتدت مؤخرا  لم أعد قادر علي هذا. بماذا اطمئنها  مثلا أحدثها قائلا بالتأكيد لن يعدم محمد وكل هؤلاء الأصدقاء يكتبون عنه،  فيقفز الرد في ذهني   وهل لم يكن لضحايا عرب شركس أصدقاء يكتبون عنهم! ما الذي سيمنعهم من تنفيذ الحكم، سنفاجيء صباح يوم بأن محمد قد مات، وسيكتب بعضنا عن شهادته والبعض الآخر سيقسم على الانتقام له ثم لا شيء سنواصل حياتنا بتبلد كما اعتدتنا !

 الأمور سيئة للغاية يا الله، لم يعد لدينا مهرب، نقرر أن نعيش في فقاعات فيعدم أصدقائنا، نهرب خارج البلاد فتطاردنا صور الأصدقاء المبتسمة بينما هم يواجهون خطر الموت، نكتب الكتابة لا تغير شيء، نتظاهر سنلحق بمن في السجون وننسى هناك، صدقا  لم أعد أعرف ما العمل اذا!

يزداد كرهي لهؤلاء الذين يدمرونا حياتنا يوما بعد يوم، وأحاول ألا اتخيل ماذا حل بنفوس الذين قُتل أبنائهم أو أخواتهم أو أصدقائهم المقربين، وحقا لا أعرف إلى متى سيظل الوضع هكذا بكل تلك الكراهية التي يملأون بها نفوسنا والظلم الذي ينشروه بلا أدني تأنيب ضمير.

الحياة لفوزي...

الخميس، 19 مايو 2016

هذا الوقت سيمضي.

"هذا الوقت سيمضي" نقشها الملك على سرير زوجته وهمس في أذنها بالكلمات السحرية فابتسمت لأول منذ زمن بعيد ونامت مطمئنة البال بعد ليال طويلة من البكاء والألم فكل هذه الأحزان ستزول والألم سيختفي كأنه لم يكن. لكن الملك أغفل أن يخبرها بالجزء الآخر من كلمات الحكيم ربما أغفل عن قصد لأنه لم يؤمن أنها صحيحة أو لأن ابتسامتها أنسته فعلا الجزء الآخر
كل هذا سيمضي الفرح والطمأنينة والسعادة وأيضا حبها له التي تجلي في ابتسامتها له قبل أن تستغرق في النوم امتنانا سيمضي !
ربما لهذا - نحن البشر - يجب أن نكون أبناء اللحظة الراهنة !



*هذه تذكرة لي بالصورة الأكثر تعبيرا عن هذه التدوينة التي احتفظ بها لنفسي  

الثلاثاء، 10 مايو 2016

الدنيا ريشة في هوا بديلا عن تدوينة أخرى عن الألم والحب

كان من المفترض أن تكون هذه تدوينة أخرى عن العلاقات الانسانية وعن الجفاء والعشم والحب الذي يتحول لألم والأشخاص الذين خذلونا وعن الانسحابات الذي تأخرت من طرفنا وعن كل ما حدث وما كان سيحدث وما يحدث الآن

لكن دعنا من كل هذا الآن ما انتهي كان يجب أن ينتهي ولنتذكر أنني لم أفكر أبدا أن أضر أحد ولم أفعل هذا حتي دون قصد  العكس حدث معي ومن فعل هذا ناضج بما يكفي ليعرف نتيجة اختياراته. وكفاني تفكيرا أنه لا يمكن لهذا الشخص أن يفعل هذا، لا يجب أن أبرر له أفعاله فهو فعلها بالفعل! وآلمني رغم أنني طلبت صراحة ألا يفعل هذا لأنه سيصيبني بألم لا أتحمله لكنه أصر على أفعاله
لم استحق كل هذا قطعا. ولن أنسى أبدا أنه نكأ جرحي رغم توسلي ألا يفعل هذا. حتي لو سامحت مستقبلا لن أنسى ! 

ممكن بدلا من كل هذا السخف نسمع "الدنيا ريشة في هوا" بصوت سعد عبدالوهاب  حاجة عظمة على عظمة 
https://soundcloud.com/esmalizm/cvvygm7zmhvn

ولعل هذه هي نهاية الكتابة عن تلك القصة السيئة ولا أعود للكتابة عنها مرة أخرى إلا وأنا أشعر بالقوة وأضحك منها بينما فتاتي الجديدة تنتظرني لنخوض مغامرة أخرى سويا  

PS:
* هذا النص الذي كتبه الرائع طارق حجي منذ شهور يعبر عما شعرت به عند النهاية والمضحك أنني كنت أرسلته لها قبل النهاية لأنبهها ألا تفعل هذا معي ولكنها بلا تردد فعلت هذا !
"كثير من القصص تنتهي نهايات سيئة، لكن ربما أسوأ القصص هي تلك التي تنتهي بأن "نُترك"، أن تُترك، أن يُستغنى عنك، يعني بكل بساطة أنك لم تكن أصلا، سائر في الطريق شعر بثقل ساعة في معصمه فخلعها و وضعها على الرصيف و أكمل سيره دون نظرة للوراء، هذه الساعة الملقاة على الرصيف بلا اهتمام أو شعور بالذنب هي نحن حين نُترك!، هذا هو الأمر بكل بساطة، و بكل قسوة.
و هذه النهاية هي الأسوأ، لأنها أبدا لا تنتهي، إن الترك يزلزل الماضي كله، يحيله أنقاضا، و يصدع الذات فيحيلها كسرات، و يحيا المتروك بعده باحثا عن صوره في هذه الأنقاض، ممنيا نفسه بلملمة كسرات ذاته من بقايا الصور، لكنه أبدا لا يجد له صورة، فالترك لا يبقي لنا صورة، الترك هو الشطب على كل صورة، إحالتنا عدما كأننا لم نكن، و إحالة الماضي وهما غير سعيد، لذا فنحن بعد أن نُترك لا نصبح مجرد وحيدين أو حتى حزانى، إننا نصبح بالتحديد متروكين! هذا لأن الترك لا يسبب ألمه ثم يمضي، بل يسكننا كشبح و يحيط بنا كظلة و يتخلل كسراتنا كماء مالح."

*أخيرا أعاهد نفسي ألا أفعل بأحد ما حدث بي مهما كان الموقف فاكتب:
"أعرف شخصا أحب كما لم يحب من قبل فتعرض لألم بقدر هذا الحب لكنه عاهد نفسه أنه بقدر هذا الحب والألم لن يعرض أحدهم لكل هذا الألم مهما حدث ! ربما هو أصبح غير صالح للحب، ربما هو يعتقد هذا الآن لأنه لم يتعاف بعد، لكن أي كان لن يصبح مؤذ هو الآخر بل سيقطع تلك الدائرة!"

الأحد، 8 مايو 2016

مواسم هجرة الأحزان

*الصورة تصوير الصديق شريف حسني !

The legend says one must pick up a stone and make a wish when sees a meteor
عزيزتي/
اكتب لك هذه المرة بينما النجوم تظلل رأسي والصحاري الواسعة المظلمة التي لا تري نهايتها علي مدى بصرك كأنني انتمي لزمن اخر ليس زمن الحوائط العالية والمباني التي تجثم علي الأنفس وتخنقها. ربما الحقيقة بالفعل اننا ننتمي إلي هناك بشكل أو بآخر، ومآلنا النهائي هو غبار سيحيط بتلك الاجسام المنيرة غبار له جمال أحلامنا لكنه مبعثر مثلها بعد تطايرها.
لا اعرف عن ماذا اكتب لكنه شيطان الكتابة - أو هو ملاكها لا أعرف يقينا - يدفعني دفعا لهذا ربما أكتب عن نظارتي التي سأستبدلها قريبا وبفعل هذا سأشعر انني تخلصت من كل آثام - ان كان يجوز لي تسميتها بهذا - العام الماضي فخلاف روحي التي مرت بكل هذا تلك النضارة هي آخر ما يربطني بهذا الزمن الذي يبدو بعيدا الآن. ربما نضارة جديدة ستساعدني على رؤية الأمور أفضل، الضباب الذي أحاط بروحي سيتلاشي باستخدام عدسات جديدة.ربما...

حسنا لا تغضبي يا حلوة، أعرف أننا اتفقنا أن ما انتهي كان يجب أن ينتهي، وأننا يجب أن نواصل حياتنا. لكن لنعتبر أن هذا هو موسم هجرة الأحزان وأن هذه النجوم العظيمة التي لن أري مثلها قريبا هي اشارة بداية هذا الموسم لهذا كان يجب أن ألمح للأحزان قليلا حتى أستطيع أن أكتب عن موسم هجرتها. دعنا من كل هذا الآن ويمكننا التحدث قليلا عن الفتيات التي يكتبن عن الحب الذي سيغرقون في بحوره بمجرد أن يجدونه، ولكنهن يتركونه علي قارعة الطريق ويسيرون في طريقهم دون أن يلقون بالا له. ثم يأتون بعد عشرات السنين ليتحدثن عن قسوة تلك الدنيا غير عالمين أن القسوة تقبع في قلوبهم ذاتها. فتيات جميلات، كلماتهم رشيقة لكنهم أبدا لم يعرفوا معنى الحب الحقيقي وإلا ما عاملوه بكل هذه القسوة. أعرف أن الحياة قد تفرض علينا الكثير من الأشياء، لكن لا أؤمن أبدا أن ما يفعلونه جزء من تلك الأشياء التي يجبرنا عليها العالم!ّ

دعينا من الفتيات والحب وكل تلك الأشياء التي لا نهاية لها. هذا المنظر المذهل والظلام الذي يبدو بلا نهاية يغري  بالحديث عن أشياء أخرى مثل  هؤلاء الفتيان الذين يتقدون حماسة و يتحدثون عن المغامرات ونشوة المخاطر ثم بهم الحال في وظيفة في إحدي الاحياء التي لم يسمع عنها احد من قبل سوي سكان تلك البقعة التعيسة من العالم، فقط لأن خوفهم انتصر في لحظة هشاشة يشبهون الشهاب الذي ينتقد لثانيتين فقط ثم ينطفأ للأبد. الأمر محزن ومربك عزيزتي، كيف تتلاشي كل هذه الحماسة. كيف يمكن لأشياء من المفترض أن تجعلنا أكثر سعادة كالمال والزواج والوظائف الرائعة في الشركات التي يحلم الكثير بالعمل فيها أن تمتص كل هذا الحماس وتحولنا لأشياء عديمة النفع خاوية الروح. لا أعرف لكنني أعد نفسي أمام كل هذه النجوم أنني سأحاول قدر الإمكان ألا أتحول مثلهم. لعلي أنجح في هذا عزيزتي!

الآن انتهي من إطلاق بالون مليء بالهواء الساخن وفي غضون ثواني يحلق بعيدا. يبدو من هذا البعد كأنه أصبح جزءا من تلك النجوم الساحرة. أفكر لماذا لا نودع أحلامنا في بالون مثل هذا، ربما هذا أنسب لها. هي تحتاج أن تلامس تلك النجوم البعيدة لكي تتحقق، وإن لم تتحقق يكفينا أنها أصبحت - حتي لو أن هذا سيستمر لدقائق فقط - جزء من هذا المشهد البديع. 

تعرفين بالطبع أنني آتيت إلي هنا فقط لأنني من هؤلاء الحالمين الذين يصدقون في الأساطير، والأسطورة تقول التقط حجرا عندما تشاهد شهاب وتمنى أمنية. للأسف لم أستطع أن أري سوي شهابين فقط فالشهب تومض سريعا وكنت مستغرقا في الأفكار معظم الوقت، لكن لا يهم أتمني أمنيتين بمجرد  واتمتم بصوت خافت تلك الأماني ثم القي بالحجرين بعيدا واثقا انه في زمن اخر ربما علي كوكب بعيد استعمره احفادنا ستكون هذه الحجارة جزءا من شهاب يرصده فتي اسمر اخر غير عالما انه منذ مئات السنين كان هذا الحجر يحمل أمنيات عن الحب والسلام تخص فتي تائه له نفس لون البشرة بدأ يشعر انه وجد الطريق في نفس الليلة التي تمني فيها تلك الأمنيات!



                                                                                          المخلص لكي على الدوام/ 
                                                                                                                            محمود