الثلاثاء، 21 يونيو 2016

رمضان حلو، دايما حالتي النفسية فيه بتبقي حلوة جدا الحمدالله، رمضان 2014 شهد انتهاء علاقتي بالفتاة الأولي اللي حبيتها، أو للدقة شهد تحسن حالتي النفسية وتجاوزي للتجربة ديه، الحب اللي ببتسم دلوقتي لما افتكره لأننا مكناش مناسبين لبعض بالمرة، من عوالم مختلفة أصلا لكنه الحب الأول أو نقدر نعتبره حب مراهقة وكدة اللي مش بيعترف بالكلام ده.

رمضان السنة ديه كل لما دخلنا فيه أكتر نفسيتي بترتاح من الموضوع الأخير بتاعي البنت اللي محبتش حد قدها، بدأت نفسي تبقي مطمئنة وبقيت متقبل أن الموضوع انتهي، حتى الحركة الأخيرة اللي هعملها تفكيري اتغير فيها تماما ومبقتش بدافع الحب الجارف اللي جرفني السنة ونص اللي فاتوا. 

اتكعبلت في مدونة شخصية لحد كان نفسي اتعرف على حكايته عن قرب اكتر، بطل يكتب فيها بس انبسط لما قريت البوستات القليلة اللي عنده وكملي حتة من الجزء الناقص من حكايتي اللي كنت منغمس فيها السنة ونص اللي فاتوا، بحب الناس لما بتكتب عن نفسها بحميمية وهو مش عارفين ميين هيقرا الكلام ده. 

يوم السبت الجاي هقدم حديث الصباح والمساء في نادي الكتاب ديه تاني مرة ليا أقدم فيها موضوع، ونادي الكتاب بقاله سنة محدش اتكلم فيه، نادي الكتاب ذكري حلوة من أيام الكلية والثورة العظيمة اللي بتثير حنيني دوما، حديث الصباح والمساء بردو رواية من رواياتي المفضلة أتمني أنه يبقي يوم حلو.




الجمعة، 3 يونيو 2016

خطاب على هامش الفخ

خطاب على هامش الفخ

هذا الخطاب ردا على النص الأدبي الموجود هنا للصديق عاصم الشيمي

عزيزي عاصم/

العمر يركض بنا ولسنا نحن الذين نركض به، مع ذلك لازالنا في البداية، العمر رفيق بنا حتى الآن ولم يركض بعد، لازال الشعر فاحم السواد، والآمال العريضة من المفترض أننا نطاردها الآن ولم نكتشف بعد أنها سراب. اذا لما كل هذه الأفكار الكئيبة، لماذا نفكر في فخوخ سنقابلها بعد عشرين عاما من الآن، بينما المتوقع أن نكون الآن نناضل في الطرق التي نظن فيها سعادتنا. لماذا نفكر في كيف ستلهو بنا الحياة  بينما لم يمر من عمرنا الكثير حتي نشعر بهذا!

لا أعرف حقيقة سبب كل هذا التفكير. لكننا الآن لسنا في معرض تحليل أسباب هذا التفكير، ربما لهذا حديث آخر. دعني اذا أكتب لك عن المخاوف نفسها، تلك المخاوف التي أقاومها منذ فترة لا بأس بها فأغلبها حينا وتغلبني حينا، لكنك أثرت وحشيتها ثانية بكلماتك الرشيقة في مقالك الأخير البديع نجحت أن عبثت بأكثر ما يؤرقني هذه الأيام، لهذا أجد نفسي مدفوعا للكتابة عن تلك الأفكار، مدفوعا للحكي. ففي النهاية القليل من الحكي يمكنه أن يبث بعضا من الاطمئنان في نفوسنا الحائرة المذعورة.

لنحكي القصة من بدايتها، في البدء كان هناك ذلك الطفل النحيل الذي لم يجرب شعور القليل من الفشل من قبل، كان دوما أحد هؤلاء الذين يتباهي بهم الأساتذة في مسابقات أوائل الطلبة، يحفظ أبيات الشعر كلها التي ندرسها، - عبقري في الرياضيات كما كان يخبره أساتذته وأقرانه حينها، ماكينة تحقق نجاح لا بأس به كما أخبرتك من قبل. حسنا بدون كتابة الكثير من التفاصيل المملة أنت تعرف باقي القصة، كان من المفترض أن يكون هذا الطفل بعد عشرين عاما من الآن في مكان الأستاذ الجامعي الذي كتبته أنت، ليس هو تماما لكنه يشبه بشكل أو بآخر.

مع ذلك ورغم هذا النجاح كان دوما هناك خوف مبهم – ربما الآن يمكنني القول أنه كان في الأغلب خوفا من الفخ الذي كتبت عن أنت ولم يكن بذلك الوضوح حينها – . على أي حال كنت طورت في تلك السنين نظريتي الخاصة التي كنت تبث الاطمئنان في نفسي وكنت أظن أنها ستحميني من هذا الفخ، " انجح ثم افعل ما شئت" كانت تتلخص  النظرية في تلك الكلمات القليلة، حقق النجاح واحصل علي الدرجات النهائية، كن من الاوائل، اشبع نفسك من نشوة النجاح- التي لا تعرف هل وُلدت بها أم أنهم زرعوا فيك مثل أشياء أخري كثيرة- ثم اختلس لحظات للمتع الأخرى التي يغرق فيها أقرانك. كل شيء بدا أنه علي ما يرام، الأمور تسير هادئة. مراهق متفوق علي دراية بأمور الحياة الأخري وليس مجرد (nerdربما النموذج الأكثر قبولا من المجتمع بكل شرائحه، عند هؤلاء الذين يقدسون النجاح يجد قبولا. وعند آخرون يرون أشياء أخري في الانسان أكثر أهمية من الدرجات كان يجد نفس القبول. كان من المفترض اذا أن تسير الأمور هكذا حتي سن الأربعون مثلا بعد ان نستنفذ خمر النجاح لنهايته فنبدأ في رؤية فخوخك التي كتبت عزيزي. لكن لم يحدث هذا.

 لا اعرف متي توقفت لانظر قليلا، لاتسائل أليس من المفترض أن نخوض التجارب كاملة نغرق فيها حتى نقول أن خُضنها حقا. ألم يكن من المفترض أن نكون أكثر مغامرة مما كنا عليه. لا أتذكر لحظة معينة، لكن ربما هي الثورة بكل تقلباتها المفاجئة والتغيرات العنيفة التي تصيب نفوسنا وعقولنا نتيجة لها هي التي أفسدت كل النظريات، هي من جعلني أتوقف لأراجع ما ظننت أنه نظرية صالحة طوال عمري. ربما توقفت عندما قرأت " البين بين هو أصعب ما ينحدر إليه المرء " في رواية تغريدة البجعة. ففكرت في عذاب أن تظل معلقا بين عالمين لم تنتمي لأحدهم قط تظل "بين البينين" كما يقولون. ثم أصبحت  تلك الفكرة أكثر ما يؤرقني في آخر سنتين، كيف نعرف أننا في طريقنا للتوازن الذي ننشده وليس لجحيم "البين بين"؟ ربما توقفت عندما استهلكت تماما من الثورة والدراسة وكل تلك الأشياء. لا يهم متي توقفت، لكن ما يهم أنني توقفت لأسأل نفسي ماذا أريد فعلا؟هل أريد الحياة بتلك الطريقة؟ ثم أكملت الطريق قليلا لأنهي دراستي الهندسية مدفوعا ببواقي طاقة سنين الشغف الأولي بالكلية. ثم توقفت ثانية الآن، لأجرب أن استمتع قليلا بحياتي ضاربا عرض الحائط بالنجاح وبالاثني عشر ساعة التي يعملها أقراني الآن لأنهم كما يقال لهم في بدايات حياتهم" اتعب الآن وارتاح بعدين"– هذه الكلمات السخيفة التي سيكررها بالتأكيد أحدهم لعجوز في السبعين من عمره –، توقفت لأخوض بعض التجارب لنهايتها واستمتع قليلا بها بدلا من سجن" بين البين".  

لكن هل تعلم عزيزي كعادة الانسان سيظل دوما الجانب الاخر يؤرقنا، ماذا لو خضنا التجارب  لنهايتها والقينا بكل النظريات للقمامة ففشلنا ولم نستطع العودة مرة ثانية لحياتنا السابقة، كهؤلاء الثوار الذين راهنوا بكل روحهم على الثورة والملحمة فأصبحوا الآن يحيون بدون روح أو بأرواح مشوهة معذبة! ماذا لو تمتعنا بالقليل من الفشل ثم وجدنا أننا لم نعد قادرين على النجاح ثانية. تلك الأسئلة تؤرقني، وشعور الذنب يطاردني، فنحن أسري للنجاح - أو ما نتوهم أنه النجاح - مدمنين له حتى الثمالة، لهذا القليل من الفشل يثقل ضمائرنا، لازالت تائه عزيزي، ربما بعد شهور قليلة سأكتب غير هذا رضوخا لخمر النجاح، ربما سأصل للتوازن المنشود الذي سيجنبني كل المسارات الخطائة والفخوخ الحالية والتي ستقابلنا بعد عشرين عاما. الموضوع مربك جدا عزيزي، فكل الاحتمالات – المخيف  منها والمطئمن – قائمة. والفخ ليس بالضرورة ينتظر أستاذ جامعي لم يعرف من متع الحياة سوى العلم لكنه قد ينتظر مهندس  أخطأنا الطريق ظنا منه أنه يهرب من الفخ فوجد نفسه في نهاية المطاف أمام الفخ الذي أنفق عمره يحاول أن يتجنبه.

عزيزي عاصم آمل أن يكون عدم اتزاننا الآن وتفكيرنا في الفخوخ التي لن نقابلها قبل عشرين عاما هو طريق خلاصنا من تلك الفخوخ. لست متأكدا من صحة هذا بالطبع لكنني  أتمناه. 

                                                                                                             
  محمود