الاثنين، 27 أبريل 2020

منين بيجي الشجن

"منين بيجي الشجن من اختلاف الزمن"

الزمن ومروره دايما هيفضل من الحاجات المحيرة ليا، الزمن اللي بيخلي حاجات زي قصص الحب الأسطورية تنتهي وأطراف القصص ديه يتجوزا أشخاص مختلفة كأن القصص ديه محصلتش يوما ما مش بيتبقي منها الا كومنتات عابرة متنتورة تحت صور ومنشورات قديمة. يعني شخصيا ساعات بفتكر قصص عاصرتها عن قرب وكنت عارف تفاصيلها واطراف القصص ديه راحوا في طرق مختلفة تماما كأنهم متقابلوش يوما ما، ساعات بستغرب من الحياة  وساعات بدور على بقايا الحكايات ديه كأني باتأكد انها فعلا حصلت.

الموضوع ده مش متوقف على قصص الحب بس حتى النزاعات بتنتهي وأطرافها بيسلموا على بعض بايماءة رأس خفيفة لما يتقابلوا رغم أن الخلافات ديه ممكن كانت مشتعلة لدرجة تخلينا نفتكر انها مش هتنتهي للأبد لكنها بالفعل بتنتهي عادي جدا ومش بيتبقي الا ذكرى ضبابية  عن خناقة ما كانت موجودة في زمن بعيد. لما قريت الجزء الأخير من هاري بوتر كان في في اخره فقرة عن عالم السحر بعد سنين من موت فولدمورت، مالفوي هيهز راسه تحية مقتضبة لهاري بوتر وصحابه، ساعتها مركزتش في الموقف ده دلوقتي قادر افهم هو ايه بالظبط اللي حصل لأني شفت حاجات شبه كدة على أرض الواقع واعتقد معظم اللي بيقروا الكلام ده شافوا حاجات شبيهة. 

وزي ما ضبابية ذكريات العداوات بتخليها تنتهي فممكن جدا يحصل العكس وفي نزاعات هتستمر للأبد  واطرافها مش هيبصوا في وش بعض تاني رغم ان في الحقيقة اسباب الخلاف زالت بس لأن الموضوع بقى ضبابي محدش بياخد باله أن أسباب النزاع انتهت لأنه أصلا مفيش صورة واضحة عن النزاع ده كان ليه، كل اللي بيتبقي شعور بخذلان أو غضب أو أي مشاعر سلبية بتضمن استمرار العداوة

من الحاجات اللي بتأكدلي مرور الزمن بشكل شخصي هو ان العالم اللي فيه ذكريات دراستي الجامعية  الذكريات اللي بتضمن لقطات كتير عن نادي كتاب والمبادرات الشبابية والثقافية زي ألوان ودواير و حاجات شبه مباشر من هندسة القاهرة، ولقطات عن اضرابات عن الامتحانات ولجان طلابية بتعمل مفاوضات مع ادارة الكلية، العالم ده انتهى معادش موجود أصلا، ولو سألت حد عن الحاجات ديه وهو مكانش حاضر أثناء انشائها مش هيعرفها وهيبصلك باستغراب أو ممكن يقولك بتردد انه لمح بوستر مهمل في مكان ما موصلتلوش ايد العمال بيتكلم عن احد الأنشطة ديه، الطلاب اللي في الجامعة دلوقتي مثلا الغاء الميدتيرمات ده بالنسبة ليهم حدث تاريخي ميعرفوش ان من كام سنة بس في دفعات طول دراستها في الكلية كانت القاعدة ان الميدتيرمات بتتأجل وبتبقي مش منتظمة. عوالم انتهت تماما لدرجة ممكن تخلينا احنا اللي عشناها نحس اننا كنا في حلم أو مسلسل ونستغرب ان العوالم ديه كانت هي العالم الحقيقي اللي احنا عايشين فيه. 

الشئ المدهش الأخير بالنسبة ليا ان مرور الزمن ده خلا أبطال العوالم المنهارة ديه( معظمهم) يقدروا يكملوا حياتهم وكأن اللي حصل ده كان مجرد حاجة عملت شوية تشوش واضطراب زي حجر في بركة لكن الماية سريعا ما استعادت هدوئها، فهتلاقي عادي جدا أن شخصيات كانت جزء رئيسي من مشاهد التمرد/ المبادرات المليانة شباب وحيوية هم نفسهم اللي كملوا مسار حياتهم العادي اللي كان مخطط ليهم قبل الثورة، كارير ناجح والبحث عن زواج سعيد والخ من الطموحات الشخصية الهادية ديه. بس في رأيي ان الهدوء ده واستكمال مسار حياة ما قبل الاضطراب هو مجرد هدوء ظاهري لكن تحت الماية الساكنة في تفاعلات حقيقية حصلت بس مش بتبان للي باصص من بعيد. مثلا حاجات زي ان الناس بقت تبص انها تسافر برة تكمل حياتها وكاريرها ده كان اختيار موجود طول الوقت ويبان انه سكة وخطة اصيلة بس معتقدش أنه كان هيبقي اختيار كتير بيفكر فيه بجدية (شخصيا نص صحابي القريبين برة مصر او في طريقهم لده) لولا العوالم المنهارة  فاه الناس تبدو من  بعيد انها كملت سككها الأصلية بس في الحقيقية هي السكك الأصلية اتغيرت تماما بس في سكك تبدو من بعيد مشابهة جدا للأصل فمحدش بياخد باله

ده كان نص عن الزمن ومروره بس في النص كان لازم اخبط  في الثورة لأن أعتقد التجربة الشخصية وتجربتي جيلي الثورة جزء أصيل منها ومفيش أحسن من الحب والثورة للكتابة عن مرور الزمن

منين بيجي الشجن .. من اختلاف الزمن"
"ومنين بيجي الهوى .. من ائتلاف الهوى
سيد حجاب