الخميس، 22 سبتمبر 2011

مما قرأت :يوتوبيا

مما قرأت :يوتوبيا
§         الكاتب :
احمد خالد توفيقهو طبيب وأديب مصري ولد في 10 يونيو 1962 ، ويعتبر من أشهر الكتاب في مجال أدب الرعب وأدب الشباب. ولد في مدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية في مصر.
تخرج أحمد خالد توفيق في كلية الطب في جامعة طنطا عام 1985 م وحصل على الدكتوراه في طب المناطق الحارة عام 1997 م
.
يقدم أحمد خالد توفيق ستة سلاسل للروايات وصلت إلى ما يقرب من 235 عددا.
له مقالات اسبوعية فى موقع بص وطل كما له مقال اسبوعى فى جريدة التحرير.
§         موضوع الرواية:
عن الهاوية التى كانت تندفع اليها مصر بلا توقف كانه قدر فى ماساة اغريقية قديمة كتب د احمد خالد روايته
صدرت الرواية فى عام 2008 وفيها يتخيل الكاتب ما ستؤل اليه الامور فى عام 2023 لو استمرت الامور على نفس المنوال التى كانت عليه قبل قيام الثورة بالطبع.
§         بطل الرواية:
يوجد بطلان فى الرواية استخدمهما الكاتب كرواة للاحداث متناقضان فى كل شئ كانهما الماء والنار ولكنهما للغرابة يشتركان فى شئ واحد القراءة و بنفس الدافع هى نوع من الادمان بالنسبة لكليهما
فيجرى على لسانهما نفس العبارة مع اختلاف الموقف


"قلت لها / له ان القراءة بالنسبة لى نوع رخيص من المخدرات.لا افعل بها شيئا سوى الغياب عن الوعى فى الماضى -تصور هذا- كانوا يقرءون من اجل اكتساب الوعى"

علاء:
الشاب اليوتوبي هو ابن (مراد بك), شاب ثري يعيش في يوتوبيا وقد مل من حياة الثراء يريد ان يجرب شىء جديد فيقول

"ستة عشر عاما ... وقرون من الخبرات المتراكمة..مثل اباطرة الرومان قد جربت كل شىء وعرفت كل شىء ..ليس هناك من جديد يثير فضولك او حماسك فى يوتوبيا."

جابر: من الاغيار كما يحلو لاهل يوتوبيا ان يطلقوا على كل من لا ينتمى اليهم هو من اطفال الشوارع بمعايير زماننا هذا و لكنه مثقف ينتمى للاغيار ولا ينتمى اليهم فى نفس الوقت فهو له نظرة فى الحياة بعكس اقرانه يقول واصفا كيف تغيرت الامور

 "منذ متى  ضاع كل شىء ؟ لا اعرف..يشبه الامر مراقبتك للشمس ساعة الغروب ..لا تعرف ابدا متى انتهى النهار وبدا الليل..متى بهت الضوء وبردت الاشياء،ومتى تسرب دم الشفق يلوث الافق"
§         احداث الرواية :
 تبدا الرواية بمشهد لاحد الاغيار وهو يتسلل لمدينة يوتوبيا و يطارده الحراس بالطائرة ليقتلوه كما جرت العادة ونجد بطلنا الاول وهو على متن الطائرة يشاهد هذا المشهد وهو يشعر بالاثارة قائلا :

"لا تقاوم يا احمق !... ما الذى تمنحه اياه لحظات اخرى من العيش مع الاغيار؟...ما الذى لم تحققه فى سنواتك العشرين السابقة و تنوى ان تحققه لو ظللت حيا؟..."

ثم ينتقل البطل بعد ذلك ليصف لنا نمط الحياة فى المدينة ويصف لنا مدى الرفاهية التى توجد رفاهية تصل ببطلنا الى الملل كل شىء متوفر كما نجد ان هذا المجتمع اختفى فيه الكره المقدس لاسرائيل فنجد ان طبيب البطل اسرائيلى و ان البطل لا يعرف لماذا كان يكره المصريون اسرائيل هو يعرف شىء واحد انه لو طلب منه ان يحارب سيحارب بسبب شىء واحد ان يكسر الملل كما يصف لنا الحياة الاجتماعية فى المدينة ويقول يوجد مدارس لكى يشعر الاباء انهم مازالوا اباء و يوجد مسجد وكنيسة ومعبد يهودى يجدها البطل اشياء تافهة و يفخر ان جيل الشباب تخلص من تلك العادة التى يرى تمسك الكبار بها خوفا من ضياع كل شىء او لعله الولع المصرى المقدس للجمع بين طابعى الثراء والورع فنجد البطل يقول
"صورة الحاج عبدالسميع النازل من الطائرة العائدة من الحجاز والعباءة الواسعة غالية الثمن على كتفيه
و هو يوزع المال باليمين والشمال،يبدو ان هذه الصورة محفورة فى اذهان ابائنا فعلا."
و يقرر البطل ان يمارس الصيد و هو كما نفهم ان يذهب لارض الاغيار ليقتل احدهم وياتى بقطعة منه كتذكار.
يضع البطل خطة للخروج من المدينة فى هيئة عمال الاغيار الذين ياتون ليعملوا فى الوظائف الوضيعة ويخرج معهم هو وصديقته جرمينال.
يصل الشاب اليوتوبى الى ارض الاغيار و يتجول فيها ثم يحدد هدفه سريعا احدى بائعات الهوى المنتشرات بكثرة ولكن يحصل ما لم يكن فى الحسبان فبعد ان
يفقدها الوعى يجد نفسه محاط بالاغيار واحدهم يهتف هؤلاء ليسوا منا هؤلاء من يوتوبيا.

ياتى دور البطل الثانى فيبدا برواية الاحداث بطريقته و يصف لنا احوال ارض الاغيار ومدى الانحطاط الذى وصل اليه الناس و بطلنا هذا فقد احدى عينيه فى احدى المشاجرات السابقة و نجد ان الاحوال تدهورت بالناس حتى انهم اصبحوا ياكلون لحم الكلاب و لكن البطل يجد ميزة واحدة لهذا المجتمع الجديد ان الفتنة الطائفية اختفت بشكل عجيب اختفت لان الفقر قد ساوى بين الجميع .
و نجد ايضا ان الاخلاق قد انحطت مع ازياد الفقر وان العلاقات الغير شرعية قد انتشرت بشكل رهيب
و انها اسهل شىء يمكن الحصول عليه و هنا يشبه هذا المجتمع مجتمع يوتوبيا فى انتشار تلك العلاقات.
ثم يقول جابر انه مرغم على الحياة ان لم يكن لنفسه فمن اجل اخته فنجده يقول

"لهذا انا حى لن اموت و اترك صفيه تسرق...لن اموت واتركها للنساء يخمشن وجهها ويطلقن عليها نعوتا قذرة...لن اموت واتركها تجوع. "

اثناء تجول جابر  يشاهد الفتى القادم من يوتوبيا و يعرفه من النظرة الاولى لانه لا يبدو عليه الجوع والفقر رغم تنكره و يتابعه من بعيد الا ان يشاهد تجمع عشرات الفتيان حوله استعدادا للفتك به.
يتدخل جابر لانقاذه هو والفتاة المصاحبة له و بعد عدة صفحات فى الرواية نفهم لماذا انقذهما فنجده يقول

"كنت اكرههما كالصراصير..بالرغم من كرهيتى تلك _و ربما من اجلها _لا انوى قتلهما ...هما تحت رحمتى تماما لكنى بالفعل لا اريد دما ...لا اريد قتلى ...هذه هى النقطة التى تحدد كل شىء ..الدليل الوحيد الذى يخبرنى ب اننى مازلت ادميا لم اتحول الى ضبع. "

بعد ذلك تتوالى الاحداث على لسان البطلين و تكتشف جوانب خفية فى شخصيتهما مع جوانب خفية فى كلا من المجتمعين يبدع الكاتب فى ابرازها كما ان الكاتب يدرج العديد من الحقائق فى وسط الرواية ليخبرنا ان هذا الوضع ليس ببعيد عنا كما نتخيل وانها اقرب الينا مما نتصور وقد قال  الكاتب فى اول الرواية

"يوتوبيا المذكورة هنا موضع تخيلى ، وكذلك الشخصيات التى تعيش فيها ومن حولها ،وان كان المؤلف يدرك يقينا ان هذا المكان سيكون موجود عما قريب."

بالرغم من التشاؤم الواضح فى احداث الرواية الا ان الكاتب فى احد لقاءاتها  قال  انه يثق ان هذا لن يحدث لان الشخصية المصرية تملك ميزة انها تستطيع ان تصحح مسار الوطن مهما تاخر ذلك و ظننا ان هذا مستحيل و بالفعل هذا ما حدث فى الواقع بفضل ثورة يناير المجيدة .
تنتهى الرواية بحدوث الثورة بسبب حدث قد لا يكون اخطر مما حدث قبل هذا من وجهة نظر الكثيرين  ولكن هكذا هى الشعوب دائما تثور وقتما شاءت و بالطبع ستجد الحدث الذى ادى للثورة فى الرواية .


رواية تستحق ان تضيع بضع ساعات من وقتك الثمين لتقرأها