الخميس، 12 سبتمبر 2013

منهج القراءة

تنقسم الكتب فى وجهة نظرى إلى قسمين رئيسيين:
 القسم الأول هو الكتب النظرية، تلك الكتب التى تخاطب عقلك و ليس قلبك و هذه عند قرائتها تحتاج لقلم بجانبك لأن العقل دوما شكاك و ينسى  فيحتاج للتذكير دائما ، لهذا عند قراءة هذه الكتب يجب ألا يفارقك قلمك بل يكون بجانبك يلخص استنتاجتك و افكار الكتب التى بين يديك و يجب عليك العودة لتلك الأفكار مرة بعد مرة  لتراجعها و تضيف اليها جديد و تنقد القديم ؛ حتى تحقق الاستفادة العظمى منها ، فأنت تقرأ لتفكر و لتحكم على صحة  آراء الكاتب و تأخذ منه ما تعتقد أنه سيفيدك و تترك الغث من القول  ، و ليس صحيح ما تعلمناه فى المدارس أن الكاتب دوما على حق و أن كل آراه درر ثمينة!!

الكتب الأخرى هى الروايات و الأشعار و ما شابه ذلك  ، و تلك الكتب تنقلك الى حياة أخرى و عوالم موازية ساحرة لم تكن تتخيل أنها موجودة .

-فى السطور التالية سأتكلم عن الروايات و لكن هذا ينطبق على كل الكتب التى تنتمى لهذا القسم-

الروايات تمس الروح و القلب لذلك لا تحتاج لتدوين افكارها لانها تصل الى روحك مباشرة و لا تحتاج لمراجعة افكار مختصرة  كل فترة ، حتى عندما تقرأ رواية اكثر من مرة فانت تفعل ذلك لاكتشاف الجوانب الخفية فيها أو لتعيد زيارة عالم ساحر مرة أخرى فلن يفيدك حينها أى ملخص تكتبه فما تريد اكتشافه لن يكون موجود قطعا فى تلخيصك ، و التلخيص سيخل بسحر العالم  الذى تعاود زيارته و سيصبح مسخ تقليد من الأصل ، أما اذا وجدت الرواية التى لن يسبب التلخيص أى ضرر لها فثق أن تلك  الرواية ذلك لا تستحق و ليست ثمينة فهى لم تمس قلبك و روحك !

أخيرا ربما  تحتاج أن لقلم بجانب الرواية و لكن ذلك فى مرحلة  لاحقة ، و حينها أنت لا تكتب لنفسك بل  للآخرين ، فأنت تنقل لهم  شذرات من العالم الساحرى للرواية لتشجعهم على قرائتها فكأنك تفتح لهم نافذة لعالم الرواية الموازى الذى سيغير فى أرواحهم مثلما غير فى روحك أنت.