الأحد، 18 ديسمبر 2016

أسوان أرض الأجداد وزيارة تأخرت ست سنوات -1-

ست سنين مروا منذ زيارتي الأخيرة لأسوان. زمن طويل بالفعل، ثورة قامت وانتصرت ثم انهزمت، أربع رؤساء ومجلس عسكري حكموا البلد. كنت طالب في السنة الأولى بقسم اتصالات، ثم أصبحت معيد فجندي والآن مهندس بشركة أمريكية في فرعها بمصر الجديدة. أول تفكيري في الكتابة كان هناك بعد قراءة القصص القصيرة لحسن كمال في زيارتي الماضية والآن أعود وأنا أعشق الكتابة وأكتب بصورة شبه منتظمة. كتبت بضعة قصص قصيرة لا بأس بها والعديد من المقالات وعشرات التدوينات وحصلت على أول جوائزي في الأدب منذ أيام قليلة.

للي ميعرفش أنا من أسوان، بابا مولود هناك وأعمامي كلهم وعيلة بابا لسة هناك، جدي عبدالله – الله يرحمه –  أبو ماما من هناك بردو، مامتي وأخوالي مولودين في القاهرة لكن أعمامهم لسة عايشين هناك بردو. قريتنا اسمها الفوزة، شمال أسوان، احدى قري مركز ادفو مركز عبادة الاله حورس في مصر القديمة.

زيارة سريعة لم تستغرق إلا 11 ساعة، ورحلة قطار ذهاب وعودة 24 ساعة. كنت رايح أحضر عزا مرات بنت عمي د/عمرو، ولأني مزنوق في الشغل وعندي ميدتيرم يوم التلات فمكنش ينفع أقعد هناك أكتر من يوم. حجزت في قطر النوم بتاع يوم الخميس بليل ذهاب، والعودة كانت الجمعة بليل من أسوان. خلصت شغل وانطلقت لمحطة رمسيس عشان أركب القطر، مش فاكر آخر مرة ركبت من محطة رمسيس للصعيد امتي، غالبا هي مرة واحدة وأنا طفل لأننا عادة  واحنا رايحين أسوان بنركب من الجيزة لأنها أقرب لينا. مركبتش قطر النوم خالص وأنا كبير، ركبته مرة أو مرتين وأنا صغير ومش فاكر عنهم حاجة خالص، بس ماما وبابا بيقولوا ده فقشطة كلامهم صح. 

مشاعر متضاربة تنتابني، سعادة لزيارة تأخرت كثيرا، حزن بسبب طبيعة الزيارة ولأن المهندسة فاطمة  زوجة ابن عمى كانت شخصية جميلة طيبة القلب، لم أراها سوى مرة واحدة  أو مرتان منذ زمن طويل ولكنني أحببتها حينها وسيرتها طيبة بما تكفي لكي يحزن عليها الجميع. حسنا اذا بدأت الرحلة في الساعة الثامنة والربع بتوقيت القاهرة.

sleeping train at Ramsis train station
قطر النوم مريح جدا، وأنا رايح نمت ما يعادل ست ساعات على مرتين، وأنا جاي نمت سبع ساعات متصلين، فكرة أنك مريح جسمك على سرير حتى لو مش هتنام مريحة جدا، اتعشيت بوجبة القطر اللي بيقدمها، بعدين دخلت السرير، كان معايا كتابين لرحلة الذهاب والعودة، كل رجال الباشا لخالد فهمي عن بداية التجنيد الاجباري في مصر في عهد محمد على وبدايات جيش مصر النظامي، الكتاب التاني كان رسائل من الحرب العالمية الأولى اللي ليه معزة خاصة جدا عندي لأنه أول كتاب هدية عليه إهداء وجالي من شخص عزيز جدا على قلبي. رفاق كابينة القطر في الذهاب بدلت السرير بتاعي مع حد من كابينة تانية كان عاوز يقعد مع صاحبه في الكابينة بتاعتي، وافقت بترحاب وفكرت للحظات بسبب الموقف ده وازي هو حريص يقضي الرحلة مع صديقه  أني نفسي أطلع الرحلة مع بنت بحبها واحنا مرتبطين رسمي فابتسمت. المهم رفيقي في الكابينة الجديدة كان رجل لهجته بتقول أنه قاهري زي – أنا نظريا أعتبر قاهرى ذو أصوول أسوانية مش أسواني وده اللي عرفته من الجيش لأن هناك لما تتسأل على بلدك بيبقوا قصدين البلد اللي اتولد فيها – وكان رايح أسوان المدينة نفسها. أما في رحلة العودة كان معايا رجل ركب من محطة الأقصر وهو من هناك لكن بيشتغل في القاهرة أستاذ جامعة في الأزهر ولما عرف أني مهندس اتصالات قالي أن ابنه مهندس بردو ميكاترونكس في جامعة عين شمس. عمال القطر والمضيفين محترمين جدا، والقطر خدمته ممتازة مقارنة بأحوال الخدمات المماثلة في مصر.

المهم صحيت الصبح الساعة سبعة وربع مكنتش لسة دخلت الأقصر، غيرت هدوم النوم وفطرت بكيك وكوباية شاى – مؤخرا بدأت أشرب شاى وطلع حلو جدا وأحسن من النسكافيه –. قعدت أقرا شوية في كتاب كل رجال الباشا  لحد ما قربت من ادفو فقفلت الكتاب وقعدت أصور صور جميلة من القطر لمنظر النيل في مدخل ادفو، النيل العظيم جدا وهو لسة نضيف وواسع تحسه لسة شباب قبل ما يعجز عقبال لما يوصلنا القاهرة. 

The Great Nile of Aswan
وصلت ادفو الساعة عشرة إلا ربع، أنا كنت في عربية 13 ولأن رصيف ادفو قصير فعربيتي كانت برة الرصيف، مكانش معايا الا شنطة ضهري فنطيت من القطر ومهمنيش ان المسافة عالية عشان مفيش رصيف. بعد ما نزلت مشيت لحد الرصيف، لمحت من بعيد ابن عمي أحمد وعمي محمود – اللي أنا متسمي على اسمه – في انتظاري. انبسط جدا لأني بحبه جدا وهو عمي المفضل، وهو خدني بالحضن وقالي كان لازم اجيلك المحطة بنفسي ومرضتش اسيب أحمد بس يجيلك. وبس ده كان بداية اليوم الجميل جدا اللي هحكي عن تفاصيله المرة الجاية.

الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

فقط لو يمكنني التوقف قليلا لإلتقاط الأنفاس...

متعب لكنني لا أعترف بهذا كمحارب محاصر بلا حلفاء، رصاصاته على وشك النفاد لكنه لا يزال يصوبها لأعدائه باحثا عن الثغرة التي ستمكنه من فك الحصار والعودة لمنزله ليتناول العشاء مع زوجته الجميلة وأطفاله الصغار.


أحاول أن أنقذ عوالم الأصدقاء والأحبة، بينما عالمي بحاجة للإنقاذ، أتوقف لأنقذه ولكنني سرعان ما أعود لإنقاذ عوالم أصدقائي بالتوازاي مع محاولاتي لإنقاذ عالمي، فأشعر أن روحى متعبة وأن كل العوالم ستنهار، لن أنقذ أحد ولا حتى نفسي. أقرر أن أتوقف لإلتقاط الأنفاس لكنني سرعان ما أجد نفسي مدفوعا في مغامرة أخرى، خطة اخرى، وتستمرالحياة. 

الاثنين، 5 ديسمبر 2016

رسايل على هامش يوم سعيد

حسنا حصلت على المركز الأول في مسابقة القصة القصيرة لنقابة المهندسين، عندما قدمت قصة "جنية على البحر" أحد أفضل ما كتبت بالنسبة لي كنت أعلم أنني سأحصد مركز لكنني لم أكن متيقنا أنني سأفوز بالمركز الأول، لكنني فعلتها !

انا مبسوط جدا جدا، تهاني الأصدقاء وحبهم ليا أسعدني أكتر من الجايزة. بداية اليوم كانت حزينة لأن أحمد أخويا سافر خلاص السعودية 

عزيزي أحمد/
في الأغلب أنت لن تقرأ هذه التدوينة إلا إذا قررت أنا أن أرسلها إليك، سأفتقدك بشدة، اليوم أمسكت بهاتفي لأحدثك أخبرك أن تأتي لي بالفطار لأنني اليوم لم أذهب للعمل، وأننا يمكننا أن نلعب PES 6 بعد أن نفطر. لكنني سرعان ما تذكرت أنني ودعتك بالأمس، ابتسمت في شجن. أتقلب في السرير الذي طالما تنازعنا عليه (هزارا) وأفكر أنه أصبح لي أخيرا، ابتسم في حزن فأنا أفتقد نزاعنا وضحكاتنا، أفكر أنني لم أحب هذا السرير الأصم يوما لكنني فقط كنت أجعله ذريعة لأشاكسك . أذهب للتركي في نهاية اليوم أتذكر أنها قهوتك المفضلة وأن كراسيها ستفتقد دفء وجودك لمدة ثمانية أشهر على الأقل. عزيزي أحمد أفتقدك ولا أستطيع أن أعبر عن هذا فدوما علاقتنا وصداقتنا وأخوتنا لم يكن مكانها سطور صماء، ربما الآن أنا لا أشعر بالافتقاد الذي يعصف بالروح لكنني أعلم أنه في قادم الأيام غيابك سيؤثر بي في شدة، لعلي أكون مخطئا.   

كان عندي برد روحت نمت شوية، وبعدين نزلت قابلت صديقة عزيزة هي اللي حضرت معايا الحفلة، جابتلي هدية لطيفة لعيد ميلادي  والكارت اللي كان مع الهدية كان مكتوب فيه كلام لطيف للغاية بسطني جدا جدا

الصديقة العزيزة/
أنا ممتن للغاية، يكفي أن أقول أنك حولتي يوم حزين ليوم ربما يكون الأجمل في عامنا الحالي. حماسك لفوزي بالجائزة، الصور التي قمتي بالتقاطها، التمشية في شوارع الزمالك بعد الفوز بالجائزة بينما أنا منتشي. وحديثنا الذي أزعم أنه الأعمق منذ زمن بعيدة. أسعدتني يا صديقتي. لتنعم روحك بسكينة وهدوء تستحقينهم عن جدارة وتذكري دوما أن هذا الوقت سيمضي :)))

الحفلة اتاخرت نادوا اربع أشخاص واخدين المركز الخامس، مكنتش منهم، نادوا الرابع مكنتش أنا بردو، وصلوا للأول، هزرت مع صديقتي قلتلها يمكن بلغوني غلط وأنا مكسبتش، نادوا اسمي وطلعت الأول :D، سمعت مهندسة منال الملا المشرفة على المسابقة بتقول القصة عجبتها بشكل خاص، والأديب اللي  حكم ناداني بعد ما استلمت الشهادة وسلم عليا :D، كتبت لماما أني كسبت المركز الأول عشان أفرحها 

ماتش الريال فات عليا وكنا مغلوبين، كانت الدقيقة حاجة وتمانين مردتش أقعد أكمله، مشيت مع صديقتي وفجأة سمعنا هيصة من أحد شوارع الزمالك الهادية، عرفت أننا اتعادلنا، فتحت الموبايل لقيت أننا اتعادلنا فعلا، كنت فرحان جدا لدرجة أني لوهلة فكرت أبوس صديقتي، بس لميت نفسي احنا مش في الغرب هنا والقلم هينزل يرن على وشي xD، بس فرحة جون الدقيقة تسعين يا جماعة والله :D :D
روحت كتبت للصديقة منة ولهاني وللبني ولسعيد وبعت فويس نوت لعاصم وكلمت باسم قلتله 

العزيزة منة/
أعلم أنك تمرين بأيام صعبة هذا الأسبوع، لكنني أثق أنها عاصفة وستمر، مثلما أقول دوما للأصدقاء المقربين الذين أحبهم، هذا الوقت سيمضي. شكوكك ستنتهي ورحلة نجاحك ستبدأ قريبا، ربما تشعرين بفقدان الثقة في جميع أصدقائك حاليا وأن معظمهم يخذلك، لكنني أعدك أنني سأظل دوما موجود قدر المستطاع لأدعمك وأتمني ألا تمنعني ظروف الحياة من هذا. 


العزيزان هاني ولبني/
سعيد للغاية بخبر خطوبتكم، وأتمنى أن تكتمل قصة حبكم التي شهدت بدايتها للنهاية السعيدة فأنتم من أجمل الأرواح التي قابلت في حياتي.

عاصم رد عليا وكان مبتهج فشخ، والنهاردة بعتلي تاني وقالي أنه سعيد أكتر عشان محبة الناس ليا ( ابتسمت لأن كلامه ده شبه الكلام اللي كان في كارت عيد ميلادي) 

العزيز عاصم/
أصبحت من المقربين جدا لي وأنا سعيد أيضا من أجلك لأنك تندمج سريعا في المجتمع الأمريكي ولأنني أشعر أنك أخيرا وجدت الوسط الذي تنتمي إليه، ولأنك تخوض التجربة الجديدة بكل قوة وبلا أي تردد، أنتظر كتاباتك عن تلك الأيام المثيرة التي مررت بها ( وستمر) 

عيد ميلادي كان من كام يوم ويوم اسكندرية اللي روحته مع فوزي وجودة ومازن ومجدي وشريف وسعيد كان حلو اوي وآخر مرة في السباحة كنت مبسوط أوي وشغلي كويس الحالة العامة أنا مبسوط الحمد الله 

شكرا للأصدقاء الأعزاء كلهم اللي ذكرته هنا واللي مذكرتهوش حبكم أكتر حاجة أسعدتني الأيام الفائتة ديه :))