الأحد، 2 أبريل 2017

حبة رغى أتاخروا

معدل كتابتي في المدونة هنا قل جدا، انهاردة وأنا قاعد مع لبني وهاني هي فكرتني إني أيام الجيش كنت بكتب كتير جدا، قلتلها اه بس أنا حاليا لسة بكتب بردو يمكن أقل طبعا بسبب الوقت مبقاش متاح زي الجيش، ويمكن السبب التاني اللي محبتش أذكره لأننا مكناش لوحدنا أني المحرك ليا في كتابات المدونة هنا واللي هي كتابات شخصية خاصة مبقاش موجود فطبيعي كتابات هنا تقل. لكن في المجمل كتاباتي وإن كانت قلت لكن مش بصورة كبيرة أوي، كتبت كذا نص في تمبلر وبكتب على الفيسبوك غير الكتابات الشخصية اللي بحتفظ بيها لنفسي وكتبت مقالين كمان عن رواية رحلة الدم. لبني انهاردة بسؤالها ده حمستني أني أرجع أكتب تدوينة طويلة وانهاردة يوم جميل كمان فأنا عندي الطاقة أني أكتب حبة وأسهر شوية حتى لو أنا حاسس أني بسقط ونفسي أنام لأني عارف أن لو مكتبتش دلوقتي فالتدوينة ديه مش هتتكتب فيلا نكتب شوية.

 لو أننا نتوقف للحظات ونهدر بعض طاقتنا على أرواحنا المكدودة بدلا من هدرها على الآخرين فقط ستصبح الأمور أفضل قليلا!

يوم الأربع كنت مخنوق من الشغل، مشتغلتش كتير وكنت على ميعاد مع فوزي أني أروح أجري معاه. فوزي كان لسة هيتأخر ساعتين كمان في الشغل وأنا مش هستحمل أقعد الساعتين دوول. اتخنقت في الأول لكن فجأة لمعت في دماغي فكرة كان نفسي أعملها من زمان، قلت أنا هخرج نفسي لوحدي لغاية لما فوزي يجي. روحت على سيموندس شارع شريف اللي هو تقريبا مكاني المفضل حاليا وجبت قطعة جاتوه وكوباية شاي مزاج وقعد أقرا رواية أفراح القبة اللي بالمناسبة نفسي أكتب مقال عنها بس مفيش صحة دلوقتي رغم أني متحمس  أكتبه كفاية التدوينة ديه . الساعة اللي قعدها مع نفسي ديه كانت جميلة جدا ولما قابلت فوزي مودي كان اتغير تماما، فوزي قرر نتمشى من وسط البلد للتحرير لأنه مش هيقدر يجري وأنا وافقت على ده وكانت تمشية حلوة وحقيقي كان آخر يوم حلو أوي مختلف تماما عن أوله.

الغضب يلتهم النفوس، لكن ربما نحتاج للقليل منه حماية لأرواحنا الضعيفة، قليل من الغضب يمكن التحكم فيه ربما أمر صحي! 

دايما الناس بتتغني بالقيم الملائكية وحقيقي هو أمر حلو بس مؤخرا بدأت أحس أني لأ بعض من الصفات زي الغضب وأنك تأخد موقف مطلوبة جدا، لأن الناس للأسف مش بتراعي أو مش بيأخدوا بالهم لما تغضب منهم وترجع تكلمهم عادي أن في زعل كبير حصل. يمكن غفلة منهم، يمكن بيفتكروا أنك كدة أنت اللي غلطان مش عارف، وزهقت من كتر محاولات الفهم. مؤخرا زعلت مع صديقة كنت بعتبرها عزيزة جدا - ولازالت على فكرة رغم أن بقالنا فترة بطلنا نتكلم - المرة ديه لأول مرة مرجعش أتكلم، عارف أني في النهاية هينتهي الغضب لأني شخص مش بعرف أحتفظ بالحاجات ديه كتير وأنا عامل معجزة لحد دلوقتي بس اللي عارفة أني حتى لو أنتهي الغضب، في حدود جديدة اتحطت ما بينا وفي حاجات حصلت مش هنساها زي كل مرة لأني أصبحت أكثر نضجا دلوقتي، ولأني اكتشفت أن مهما كنت بتعز شخص متسمحلهوش يعاملك بأقل من اللى أنت شايف أنك تستحقه، يمكن أفضل تفضل تقدره من بعيد بدل ما يحول معزتك عنده لكراهية. في فترة الغضب الشديدة ديه وقعت قدامي أبيات الشافعي التالية ديه وعجبتني جدا كنت عاوز أكتب عنها تدوينة منفصلة بس معنديش كلام أقول كتير عليها فهسيبهم زى ما هم بدون تعليق مني : 

إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً *** فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحة ٌ *** وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا
فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ  *** وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ً ***  فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا
ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ  ***  ويلقاهُ من بعدِ المودَّة ِ بالجفا
وَيُنْكِرُ عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ ***  وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا
سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا ***  صديق صدوق صادق الوعد منصفا

الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك

يمكن الحكمة ديه اللي كانت بتبقي مكتوبة على كتب المدرسة الابتدائي مضحكة جدا لما نقرأها دلوقتي وكليشهية جدا بالنسبة لينا إحنا جيل التمرد على القيم بتاعت الأجيال السابقة اللي معظمها ممكن يكون أخلاق مزيفة من عينة " متشمتش لكن قشطة برر القتل". أنا حقيقي عندي مشكلة في حوار الوقت ده والناس اللي مش بتحترم مواعيدها بيخلوني أضايق، أنا شخص نافد الصبر مش بحب الإنتظار أصلا والموضوع بيضغط على أعصابي، بدي مواعيد الناس بتستغربها زي 7:10، بعد 3 دقائق هكون عندك، بس ديه شخصيتي يمكن أنا من ساعة لما عرفت بعض صحابي المقربين حاليا الموضوع ده قل شوية لأن مواعيدهم زي الفل طبعا فبينقطوني بس عامة لسة حوار الوقت موجود عندي. مش بدعي أني مثالي لأني بتأخر ساعات على ناس بس بيبقي في حالتين المواصلات خانتني بزيادة أو الصحيان بدري وأنا مش نايم كويس لأني بحب النوم، بس عامة بالنسبة للناس أنا مواعيدي مظبوطة جدا. في العادي بعدي موضوع الوقت ده وبدي للي قدامي كلمتين وخلاص وقشطة نهزر، لكن يوم الخميس قفشت على 3 أصدقاء مقربين ومشيت وسبتهم قبل ما يجوا لأني قفلت الشغل اللي في إيدي وروحت عشان متأخرش عليهم وهم كانوا فاضيين وبكلمهم لسة كان قدامهم نص ساعة على الأقل واحد كان بيجرب لعبة واتنين متفقين المعاد 8:30 أصلا ومعادنا كان 8. الناس بتعتبر ده أفورة بس لما الواحد جاي تعبان من الشغل وبيقفله وهو مش مخلص ومأكد المعاد 3 مرات وأساسا هو من النوع اللي بيضايق من المواعيد البايظة فالموضوع يضايق جدا. منة انهاردة كانت بتقولي أنك محتاج تتعايش مع الناس أكتر وتتكيف معاهم عن كدة، كلامها صح لحد ما وأنا بعمل ده أصلا بس التكيف ليه حدود بردو وحقيقي نفسي الناس تعامل الوقت بطريقة أحسن من كدة.

ربما في لحظات ضعفنا ووحدتنا يمكننا أن نصف البشر بأنهم  كائنات  مخيبة للآمال، لكن بالتأكيد هناك دوما هؤلاء الذين يجعلونك تتراجع عن وصفك هذا وتغضب من نفسك لأنك فعلت هذا هؤلاء الأصدقاء هم الأعظم على الإطلاق.  

عندي صحاب كتير حلوين جدا الحمد الله، بندعم بعض ونتعكز على بعض زي ما صديقة بتقول. من بين أصدقائي الحلوين دوول في ناس  كدة ليهم مكانة مميزة منهم  منة، عرفت منة في شهر 8 اللي فات وفي الشهور القليلة ديه بقت صديقة مقربة جدا، هفتقد منة كتير جدا لما هتسافر بس أنا من ناحيتي هحاول أخلينا متواصلين جدا زي ما بعمل مع عاصم الشيمي حاليا. منة من الشخصيات اللي بعرف أحكي ليها هواجسي بدون تردد وبتفهمني جدا - يمكن ده لي علاقة بأنها شبهي في حاجات كتير-  التفهم ده من ناحيتها  شيئ بيبسطني. امبارح فجأتني لما بسألها عن الشخصيات اللي بتتوافق معايا قالت الحاجات الصح كلها أنا انبهرت حقيقي. ربنا يديم الصداقة.

بمناسبة الأصدقاء كنت بتكلم انهاردة مع سعيد عن الأوفرثينكنج، فجت سيرة التفكير الكتير في تصرفات الناس وأنهم بيتغيروا حتى أقرب الناس لييك، كنت بالصدفة متناقش مع منة في الموضوع ده. كان رأيها حلو في النقطة ديه قالتلي أن أه في ناس بيتغيروا فعلا بس أنت المفروض تفرق بين الناس القريبة منك واللي عمرهم ما يعملوا ده وساعة لما تحس ده منهم تديهم مية عذر، ولازم منعممش تجاربنا السيئة على كل الناس. نقلت الرأي ده لسعيد بالظبط وهو اقتنع بيه وارتاح شوية وأنا مقتنع بردو بنفس الرأي

الأيام الجيدة تستحق أن تكتب، ربما هي ليست درامية كفاية، لن يشهق الجميع عند قرائتها من فرط الإعجاب، الحزن ملحمي أكثر. لكن في النهاية السطور المكتوبة عن الأيام السعيدة هى ما سيطئمنا عند توحش الكآبة أن السعادة ممكنة وأننا نلناها يوما ما وربما سننولها ثانية 

انهاردة يوم جميل، قابلت مهاب الصبح في السباحة، بغض النظر أني أدائي كان سيئ لأن اللياقة ضايعة خالص بس مقابلة مهاب بسطتني وحكينا حبة حلوين. فطرت بعد كدة في كافيه سوبريم مع منة كان بقالي كتير مشوفتهاش وكانت قعدة حلوة حقيقي اتكلمنا عن سفرها وعن رأينا في حاجات كتير جدا. بعد كدة روحت اتغديت، ونزلت لصديق عشان موضوع خير ليه أتمني أن ربنا يتمه على خير ولو تم باذن الله هكتب عنه بالتفصيل. شفت هاني ولبني كمان انبسط بده بردو. أخيرا روحت لنصر وهدى مع زياد وإسلام بده عشان نهنيهم بجوازهم، نصر كبرنا أوي، صاحبنا بقى صاحب بيت خلاص، العمر بيجري، كانت قعدة حلوة، زياد كان عسل فيها والعريس والعروسة كمان، الانبساط زاد ويارب اليوم الحلو ده يفضل فارق معايا لفترة حلوة

امبارح الجمعة كان حلو بردو، صحيت الصبح على موبايل زياد وكسلت أنزل السباحة كنت متوقع أني هصحى مضايق، لكن فقت تماما وذهني صافي بعدها ب 10 دقايق، كان ممكن أنزل السباحة بس لقيت نفسي عاوز أكتب، عملت فطار ليا ولنورهان أختي وبعدين قعد أكتب شوية في الرواية، طلعت صفحتين ومتحمس أني كل أسبوع هكتب حبة خلاص، نفسي أعرف أحافظ على الصحيان بدري ده يوم الجمعة، حقيقي فترة قبل الصلاة بتبقي حلوة أوى. فكرت أني عاوز أتعلم السواقة وأعمل روتين لحياتي بعد كدة كل جمعة أكتب أو انزل النادي أقعد شوية وبعدين أروح أصلى في مساجد القاهرة القديمة، العربية هتبقى مهمة جدا ساعتها. في نفس اليوم اتكلمت مع مايسة عشان تكلمني  صديقة ليها في موقع منشور، عاوز اشتغل بارت تايم هناك لو في فرصة، مش فكرة فلوس وهقبل بأي حاجة لو جت الفرصة بس عاوز أبقي أكثر التزاما في الكتابة. بمناسبة الكتابة أنا بحب نجيب محفوظ جدا وعجبني جدا روتينه اليومي الجميل وتنظيمه وده كان من أهم أسباب أنه بقى نجيب محفوظ وساعد على توهج موهبته لفترة طويلة منطفتش علطول كعادة الموهبين.

أخيرا لازم أروح معرض الزهور السنة ديه هنبسط جدا يا رب أعرف أروحه الأسبوع ده. وبس كدة خلصنا فاضل أني أوري التدوينة لبعض الناس اللي أسمائهم مذكورة هنا. شكرا للبني أنها حمستني أكتب بسؤالها والله.