الاثنين، 18 يوليو 2016

حكاية مثيرة للاهتمام

العزيزة/
منذ زمن ليس بالبعيد لم أكن تلك القدرة السحرية علي حكاية الأشياء المثيرة للاهتمام - اهتمامك بالأخص - فأجعلك بتلك الحكاية تقعين في حبي للأبد، لم يكن الحكي يستهوني حينها رغم ان عالمي كان مليئ بتلك الأشياء الصغيرة التي يمكن الحديث عنها لكنك لم تصبري قط وحكمت سريعا على عالمي أنه ممل ككتاب تاريخ يذاكره مراهق بالمدرسة.
حسنا الآن أكتب إليك لأخبرك أنني أستطيع الآن أن احكي عشرات القصص - لسخرية القدر بسبب كل ما حدث - هناك مثلا تلك القصة الكليشهية عن الرجل الذي رفضته حبيبته، رفضته بسبب أنه لم يكن يملك المال الكافي لطموحها في حياة رغدة. حينها طارد الاموال مثل القصص المعتادة، لكن لم تكن النهاية معتادة، لم تتزوج فتاته وهو تزوج فتاة أجمل منها من هؤلاء الشقراوات البضات الذين تعج بهم تلك البلاد الباردة التي ذهب للعمل بها، لم يعود بالأموال ليجد فتاته في انتظاره ويتزوجها. كل هذا لم يحدث عزيزتي فهذا جدير بفيلم أو رواية يعشقها هؤلاء السذج الذين يملأون عالمنا. أيضا لم يفشل في الحصول على الأموال فالحياة ليست دائما بتلك القسوة.
إليك ما حدث اذا، طارد الأموال وحصل عليها بالفعل، لكنها بمجرد أن أمسك بها اخيرا كان قد زهد في فتاته فقال لها لا بكل بساطة عندما توددت له ثانية. هكذا بدون تردد قالها، فقد الرجل شغفه بفتاته وقال لها لا في نهاية المطاف!
هذه هي الحياة بكل قسوتها، نقاتل من اجل اشياء سرعان ما نزهدها في وسط معركتنا وننسي شغفنا بها فيأتي الانتصار باهتا لا يثير فينا سوي ابتسامة شاحبة وربما بضع ثوان من الحنين ثم لا شيء. كانت المعارك اذا كفيلة بإعادة تشكيل أرواحنا وأحلامنا
لكن هل تعرفين في هذا أيضا جمال الحياة. نعم فرغم اننا زهدنا فيما ظنناه حياتنا يوما ما الكنه كان السبب في خوضنا غمار الحياة وبداية رحلات صادفنا فيها جمال نادر يستحق بالطبع كل هذا الالم الممض.
                                                     محمود