الاثنين، 18 يوليو 2016

هدنة اليوم الواحد

حسنا لنتجاوز كل ما حدث، لننس كل المشاكل ونتعامل كأنها لم تكن موجودة. سأنسي كل الخطابات التي تبادلنها، الغضب الذي نفثناه في وجوه أحدنا الآخر، العتاب على الأشياء التي حدثت وتلك التي لم تحدث. أبعث لكي برسالة أحكي فيها عن هدنة ليلة عيد الميلاد، حينما توقف الأعداء عن تبادل الرصاص، وانطلقت أهازيج أعياد الميلاد.
ابتسم عندما اتلقي منك مكالمة تسألين في أي الحروب حدث هذا. أخبرك في ليلة ميلاد المسيح في الحرب العالمية الأولى. ثم كما الزمن القديم نجد أنفسنا وجها لوجها بعد ساعات قليلة من تلك المكالمة. نتبادل الهدايا في صمت، يعقب هذا تبادلنا الحكايات التافهة التي علقنا فيها مؤخرا، والمشاريع التي تحمسنا لها ولكنها لن تكتمل أبدا، سأحكي لكي عن روايتي الأولى التي يبدو أنها لن تري النور أبدا، وستخبريني عن وحوش الكآبة التي لا تزال تهاجمك والفتي الجديد الذي ظننت أنه سيغرقك في السحر الذي انتظرتيه طويلا. سأبتسم في غيظ ولكنني سأكتمه وأقول في هدوء "لكنك عليك أن تعطيه فرصة أخرى"، ثم سأحكي لك عن فتاة لا وجود لها ردا على فتاك الجديد. سأحدثت بعدها عن علامات نهاية الحب، والحنين الذي يفاجئنا في لحظات ظننا فيها أن كل شئ قد استقر فيعصف بنا.
في نهاية اليوم سأقبلك ثم يعود كلا منا لموقعه المتحصن ولتستمر الحرب الباردة أو ربما لا داعي لهذا ففي النهاية نحن لسنا جنود في حرب عالمية لا نهاية لها!


الصورة لهدنة عيد الميلاد في الحرب العالمية الأولى عندما توقف جنود الألمان والانجليز عن الحرب دون تعليمات رسمية واحتفلوا بميلاد السيد المسيح ولعبوا كرة القدم سويا في أحد اللحظات النادرة التي انتصرت فيها الطبيعة البشرية المحبة للحياة على الحرب وويلاتها.