الجمعة، 19 فبراير 2016

دفء غير متوقع بالمرة


الهواجس كانت تتملكني منذ أن اتخذت هذا القرار، كنت أعلم أنني أحمي نفسي ربما لأول مرة أفكر في نفسي ونفسي فقط. لكن بعد تنفيذه ظللت أفكر مدى الأذى الذي قد تتعرضه بسبب قراري، كنت بعثت برسالة بأرق ما يمكن كتابته خوفا عليها من هذا الأذي.
استيقظ صباحا على " حسيت وحش"  أحاول النوم ثانية بعده، لكن الفزع كان تملك مني. أتذكر كلام عمرو أنني لم استحق كل هذا، أنني لم أضر أحد وما فعلت هو الصواب تهدأ روحي قليلا واستغرق في النوم.

أذهب للكلية يتملكني فزع من مقابلتها اتهرب بكل الطرق من هذه المقابلة، لكنني كنت أعلم في قرارة نفسي أنني سأقابلها، فهكذا تسير الأمور دوما.

أراها من بعيد، يخيل لي أن ابتسامتها اختفت، كنت قلت لعمرو أنني لن أكلمها ثانية، لكنني كنت أعلم أنني كاذب. تشير لي في تردد، أفكر الآن أنها كانت خائفة من رد فعلى، لكنني لا أملك سوى أن أشير لها فهي لا تزال في قلبي ولا أستطيع أن أؤذيها. أجلس مع رضا بالقرب منهم أنهي حديثي مع رضا واستغرق خمس دقائق اتابعها من بعيد، أري توترها وابتسامتها الغائبة. أعلم أنني السبب. اتخذ قراري سريعا وأخطفها من وسط أصدقائها طلبا للحديث لمدة دقيقة، تستلم لي وتقوم في صمت. أتاسف لها على ما حدث لكنني أخبرها أنني أحمي نفسي، تخبرني أنها غير مستاءة مني، هي تتفهم الأمر، تخبرني أن هذا ربما الأفضل لي ولها حتي نستطيع الحديث مستقبلا، أخبرها عن الأذي، أنني كتمت الكثير لأنني لا أجرؤ أن أؤذيها لأنها فتاة حلوة. كل ما حدث كان بسبب توقيتات خاطئة وأشياء لم يكن لنا فيها يد.  أجلس بجانبها، أنظر لها بشغف، ألاحظ اكسسوارتها الجديدة، أبتسم في قرارة نفسي لأنني كنت سأحضر لها  اكسسورات مثل تلك لولا أن ميعاد هذا الايفنت كان أثناء وجودي في الجيش. أتمني في قرارة نفسي أن ترتدي سلستي الجميلة هديتي الأخيرة لها حتى لو لن أراها الآن ترتديها.  تخبرني أن كل شيء سيكون على ما يرام، سأشفي من هذا الألم كله، هي مرت بهذا، حسنا أصدقها، أقول لها " خلى بالك من نفسك، اوعدني بده" أقول كلام كثير بهذا المعنى تنظر لي بعين تترقرق الدموع بداخلها وتبتسم وتقول لي " حاضر، اوعدك"، اضعف امام دموعها واتاكد من صدقها، اشعر بدفء مفاجئ بسبب ابتسامتها الدامعة تلك، اشعر أنها "هتخلي بالها من نفسها فعلا" ستنسى كل تلك الوحووش التي تهاجمها. " لا ضغائن" تخبرني بنفس الابتسامة أنه لا ضغائن، نتحدث قليلا عن أمور الحياة والانترفيوهات ثم اتركها وأودعها متمنيا لها كل الخير. وأشعر بخفة في روحي، وأشعر بروحها تطفو بجانب روحي، وأن روحها لم تكن بمثل تلك الخفة منذ أن أصيبت بالانهيار الأخير
------
في النهاية لا يبقى إلا الأشياء الجميلة
------

اقابل هاني صدفة، كنت احتاجه بشدة، يتفهم وضعي اترك له نفسي ليقودها، يطلب لي عصير رمان، أهدأ قليلا من كل تلك الانفعالات، اعرف أنني فعلت الصواب وأن هذه نهاية جميلة. أقرر أنني لن أتراجع في قراري إلا عندما تهدأ كل الأمور حينها يمكننا العودة أو بدء علاقتنا "كأصحاب حلوين"، أري مرة أخيرة قبل أن أترك الكلية، ليست الفتاة القوية التي رأيتها أول مرة، أشعر بكسرتها، عودها النحيل يشعرني بضعفها أكثر، أتمني لو كنت بجانبها، لكنني أعلم الآن أن الأفضل أن أكون بعيدا حتي تهدأ كل تلك العواطف أطمئن نفسى أنها ستكون على ما يرام وعدها لي كان صادق " أنها هتاخد بالها من نفسها"، ليتني كنت استطيع المساعدة.
------
من أحببناه بصدق لن نكرهه، لن نضره حتى لو أضر بروحنا سنلتمس له الأعذار وهو يستحق كل تلك الأعذار.
------

اذهب لانترفيوي مينتور، احل الامتحان بطريقة جيدة جدا، لكنني لم أكن مرتاحا في المقابلة الشخصية نفسها، لا يهم هذا لا يؤثر على الدفء الذي اكتسبته، أكلم باسم، ثم اقابل عمرو، أخبره ما فعلت، قال لي أنني "جميل"، ابتسم وأقول له هذه النهاية هي المنطقية بالنسبة لي، يأخذنا الحديث، نتذكر الماضي السعيد، عثمانة صديقنا لم يستطيع الحضور، أتذكر قصص هاري بوتر وكل الأشياء اللطيفة، عمرو صيدلي وأنا مهندس عثمانة طبيب لازالنا على العهد يزداد الدفء في قلبي. أقرر أن أنسى كل الأشياء السيئة وابتسم كلما تذكرت ابتسامتها الحزينة. أغرق مع عمرو في حديث الذكريات الجميل.


دمتي حلوة سأظل بعيدا حتى أنقذ نفسي ولعلكي في تلك الفترة تكوني تخلصتي من وحوشك الكريهة حينها يمكننا تناول فنجان القهوة في حواديت كأصدقاء قدامي كما يليق بروحنا نحن الاثنين، ولعل حينها تشاركنا زوجتي المستقبلية وحبيبك الجديد الذي سينقذك تلك الجلسة الجميلة :)))


هذا ما استطعت كتابته عن هذا الدفء الجميل الذي رغم كل الحزن الذي أصابني إلا أنه برز فجأة ليطمئن روحي، ربما لاحقا استطيع وصفه بصورة أفضل، لكنني الآن منهك احتاج للنوم لاستوعب كل تلك العواطف.