الأربعاء، 2 سبتمبر 2015

قوات لم تعتد علي الحروب في الأراضي الوعرة



النضارة اتكسرت، أري الأشياء البعيدة مشوشة ربما حياتي الآن تشبه هذا، أنا بحاجة لنضارة تزيل هذا الضباب لكن إلي أن تأتي دعنا نحكي قليلا لعل هذا يخفف التعب الذي أصاب روحي قليلا.
 الأمر كالآتي مستلقي علي السرير بعنبر في وحدة عسكرية أمسك بهاتفي الجديد lumia 435 الذي أتي في موعده ليمكنني من البوح و الكتابة، اليوم حانت اللحظة التي انتظرتها طويلا لكن بكل أسف جاءت في سياق سيئ جدا للأحداث، كتبتي عني أخيرا عزيزتي لكن كما تقولين لم يكن أبدا متوقعا أن تكون الكلمات الأولي هكذا، كان من المفترض أن تكون أجمل من هذا أقل قسوة لكن هذا ما حدث و يجب علينا أن نتقبله كناضجين للاسف...

حسنا إذا لقد تاهت قواتي في تلك الأراضي المعقدة، تاهت فسببت الأذي الغير مقصود وأصابتها النيران الصديقة، غطي الضباب كل شيء والقوات التي ذهبت لإنقاذ أكثر من أحببت مؤخرا انتهي بها الأمر منهكة متعبة مثخنة بالجراح، الأفق حولها به أشجار مقتلعة بحثا عن الوحش الذي يؤذي الفتاة الجميلة التي جئت لأنقذها لكن لم تجد القوات الوحش أو لنكون أكثر دقة وجدته لكن قذائفها أصابت كل شيء إلا الوحش، لنتحدث عزيزتي عن تلك القوات قليلا فهي رغم كل ما حدث أهدافها نبيلة لكنها لم تعتد تلك الوعورة في ميادين الحرب فحدث ما حدث...
كانت الأمور بسيطة دوما معي علي الدوام، من أحبه أغمره بحبي، أتحدث معه مباشرة في كل شيء، الأراضي ممهدة لقلوب من أحب لا يوجد مشاكل من أي نوع، الجسور التي كنت أعبرها لتلك الأرواح كانت متينة دائما تتحمل خطواتي المسرعة وتمتص الثقل الذي يحدث أحيانا رغما عني، لم تكن حروب بالمرة كان الأمر أشبه بتلك المدن التي فتحت أبوابها للمسلمين دون أن يرفعوا سيفا واحدا، كانت شخصيتي تتسلل لقلوب من أحب بمرونة و خفة لا أزعم أنني لم أواجه أي صعوبات من قبل لكنها كانت قليلة جدا، في الواقع لا أتذكر - رغم ذاكرتي القوية التي تعرفيها - ميادين صعبة سوي اثنين، أحدهم مع تلك الفتاة التي أحببتها قبلك و لكنني اكتشفت أنني لم أكن أحبها وكان مجرد انبهار ظننت أنه حبا في حينه، المرة الثانية كانت منذ زمن بعيد بعيد جدا، كنت حينها طفلا في الصف الأول الإعدادي لم تسر الأمور علي ما يرام مع بعض الأصدقاء في هذا الزمن البعيد لكن حتي تلك العلاقة المعقدة لم تستمر بتلك الصعوبة كثيرا وأصبحت الأمور ممهدة ثانية لدرجة أن أحد أطراف تلك المشكلة لا يزال في دوائري القريبة حتي الآن، لم تخبر قواتي أي صعوبة اذا من قبل.

لم تكن قواتي قوات حرب أبدا،ربما أتحدث الآن عن حروب و ميادين حرب و جيوش و قذائف لكن الأمر لا يتعدي ولعي بالتشبيهات لكن في الحقيقة هي كانت قوات سلام لا تملك قذائف حقيقة، قوات لا ترغب سوي في سلام دافئ، لا عدوات مع أحد بل لنقل علاقة طيبة مع الجميع، هكذا كانت الأمور دوما، لم أخض حروب إلا لكي أحمي من أحب - ربما في هذا إجابة لسؤالك متي طلبتي مني أن أصلحك لم تطلبي لكنني من هؤلاء الحمقي أو هم شجعان لا أدري الذين لا يتحملون أن يروا جروح في أرواح من يحبون و يقاتلون لكي يعالجوها- لم أقابل من قبل قلب دافئ هش مثل قلبك الساحر المتعَب/المتعِب في نفس الوقت، هذه هي أولي الحقائق بالنسبة للقوات المنهكة التي تقف علي حدود قلبك الآن بعد أن قمتي بطردها.

  أكثر ما يؤذيني هو التجاهل، الشعور أن هناك خطب ما، أنني تسببت في أذي لأحدهم دون أن أدري، هل تعرفين كلماتك التي تكتميها ظنا منك أنها ستؤذيني صراحتك الغير معلنة التي لم تستخدميها معي قط خوفا على في الأغلب لن تحدث نصف الأذي الذي يحدث الآن، الكلمات رغم قسوتها أفضل بكثير من التجاهل من الرحيل فجأة هكذا، هل تتذكرين تلك المرة التي تراشقنا فيها بالكلمات رغم كل الكلمات القاسية التى قيلت كانت تلك الكلمات أفضل من الصمت الطويل الذي سبق التراشق، هل تعرفين أيضا أن نفسي لم تهدأ منذ ١٠ أيام إلا الآن عندما قرأت كلماتك رغم أن بعض تلك الكلمات قاسي جدا علي روحي إلا أنه أفضل بكثير من التجاهل المميت، قواتي تؤمن بأن العتاب هو الطريق الأمثل لحل جميع المشاكل و أن التصرفات الغير مفسرة والرحيل فجأة هو أعنف من أقوي قذيفة.

اعترف أنني تسببت في جزء لا بأس به من الموقف الحالي، أنا رجل شجاع لا أخجل من أن أعترف بأخطائي، اعترف أنني كثيرا ما قمت باختيار أسوأ الأوقات للقيام بخطواتي، أنني اقتحمت روحك الهشة اقتحام عنيف، اعترف بهذا كله و أتأسف عليه أيضا لكن علي الجانب الآخر أنت أيضا تتحملين جزء لا بأس به مما حدث، ليس صحيحا أنه لا يحق لأحد عتابك!

 نحن نملك أرواح هشة لكنها تتعامل مع هشاشتها بطرق مختلفة، أعلم أن صمتك وهروبك  تصرفاتك الحالية هي طريقتك الخاصة لتخفيف الألم، كما تعلمين أنت أنني لا أتحمل التجاهل وأنني أواجه الجروح بكل عنفوان أندفع و اقتحم و لا أتحمل يوما واحدا و أنا علي خلاف مع أحبتي، إلي هنا لا توجد مشكلة لكن المشكلة تتمثل في أنه كلما ساءت الأمور كنت أقوم أنا بالمبادرة لإصلاحها، أطاردك بكل قوة لكي لا تسوء الأمور أكثر بينما أنت تبدين لي وجها جامدا كأن الأمر لا يعنيك، اعلم أنك تتألمين بداخلك مثلي تماما ربما أكثر، لكنني بشر في النهاية ما تبدين هو الذي يعلق في ذهني، هذه طبيعتك أعرف هذا و طالما قدرته و تحملت فوق طاقتي و نحيت كرامتي بعيدا، اعتذرت كثيرا عن اقتحامي  وحاولت بكل الطرق أن اتعامل معكي كما تريدين لأنني أومن أننا كأصدقاء/أحبة يجب أن نراعي بعضنا البعض، أنت لم تفعلي العكس إلا نادرا أخبرك أنني أخاف التجاهل فهو يأكل روحي، يصيب قلبي بالثقوب و أنني احترق بسببه لا تأبهي، تظنين أنك بعودتك كل مرة بعد الانكسارات المتتالية أنك ترفقي بي و تفعلين ما لم تفعليه مع أحد آخر، ربما هذا صحيح لكنه خادع أيضا، أنت تعودين و الحواجز تحيط بروحك بمجرد أن تشعري بوخزة ألم تهربين رغم أن بعض هذه الوخزات وهمية، تعودين لكن التجاهل يكون حاضرا، عزيزتي كما اقتحمتك أنا أطلقتي أنت الرصاص علي أيضا، تعاملت مع روحك بطريقة خاطئة لكنكي فعلتي هذا معي أيضا - ربما الكثير من اقتحاماتي كان هدفها تنبيهك لهذا-، أنا الآن أملك الشجاعة لكي اعترف بأخطائي لكنكي لا تفعلي المثل فقط تتحدثين أنه لا يحق لأحد أن يعاتبك...

عزيزتي الفتاة الجميلة أقاوم الآن رغبة جامحة أن أقوم بإرسال هذه التدوينة لكي، سأعترف لأول مرة أننا نحتاج وقت سأعترف بوجهة نظرك و سأمتنع عن القتال و المحاولات لكنني أتمني إن قرأت هذه التدوينة أن تتوقفي عن العند قليلا - انا عنيد مثلك تماما لكن لا أجعل عنادي يقف حائلا بيني و بين أحبتي - و تفكري قليلا في كلامي، حاولي أن تنظري للأمور من وجهة نظري، جربي أن تفكري مثلي أن أي تعقيدات يمكن حلها، هذه هي الفرصة الحقيقية التي لم أحصل عليها أبدا و ليست تلك الفرص التي تتحدثين عنها.

عزيزتي لا زالت أحبك رغم كل ما حدث حتي و إن توقفت عن محاولات استعادتك لأنني لم أتوقف إلا لأنك تريدين هذا.