الجمعة، 18 سبتمبر 2015

غواية الفراشات





فى البدء تظهر الفراشات وتغوى الحالمين ثم بعد أن يتبعوها تطير بعيدا تاركة إياهم فى دورب التخبط و الحيرة ...


كانت الليلة ظلماء رغم أن القمر كان بدرا كاملا لكن السحاب كان  يغطيه فيمنع أشعته الخلابة من أن تنير الطريق للتائهين، أتخبط فى دروب الغابة المتشابك أغصانها، اذ بى أسمعها من بعيد، الفراشات تناديني، الوانها جميلة كقوس قزح في صباح باكر. أنظر إليها فى حيرة، يزداد صوتها الجميل ارتفاعا بينما تبدأ هالة من الضوء فى التكون حولها تبدد أشعتها السحاب المحيط بالقمر فيختلط ضوئها بضوء القمر منيرا دروب الغابات، ابتسم. ألبى  ندائها ففيه الخلاص،  أسرتني الفراشات كبحار خلبت لبه عروس بحر في ليلة ظلام، طاردتها وهي ترفرف عاليا بينما أشعة القمر تنعكس على أجنحتها امعانا في الاغواء .

فجأة تظلم السماء  وتختفي الفراشات في وسط الظلام، ارتبك اشعر كأنني طفل اضاع امه، يتردد صوت قائلا "لا فراشات فقط هو السراب". يهيأ لي أنني أري خيالها علي الأرض، ابتهج ثانية، انظر عاليا لكنى لا أجد سوي مسوخ تحدق في بأعين تقدح شرار، يتملكنى الذعر، احاول الهرب لكن الظلام يحيط بى، اتسمر مكانى ثم اغمض عيني فلا اري سوي فراشات جميلة بينما يصرخ احدهم في صوت مكتوم احترس يا احمق فالفراشات هجرت تلك الاراضي منذ زمن بعيد لم يبق سوي المسوخ ....