الخميس، 17 سبتمبر 2015

ابتسامات مضطربة

الألم ينتهى و يحل محله شعور باللامبالاة مصحوب بابتسامات هادئة ونوبات من الحزن تصيبك من حين لآخر، أنت لست من النوع الذى سيقضى عليك الألم، ربما شعرت أحيانا أنه تمكن منك نهائيا لكنك تعلم فى قرارة نفسك أنك لن تستسلم له وأنك ستنتصر فى النهاية،فى الأغلب لن تنهيه لكنك ستبعده عن أراضيك و تمنعه من اختراقها،  الآن أنت فى مرحلة اللامبالاة المصحوبة بنوبات الحزن لكنك لا تمنع نفسك من التفكير فى أن أكثر ما يؤذى هو اكتشافك لحقيقة أنك لم تكن تمثل الكثير رغم أنها كانت تمثل كل شىء بالنسبة إليك، يمكنها الزعم أن هذا غير صحيح، لكنك لا تفهم كيف أن هذا غير صحيح بينما كل التصرفات تشى بعكس هذا، تصرفها الوحيد كلما حدثت مشكلة ما صغيرة أو كبيرة هو الهرب و قول أننا لسنا أصدقاء بعد الآن!  

أردت أن تصرخ فى مكالمتكما الأخيرة أنك لا تستحق كل هذا، أنك فى النهاية بشر له طاقة، و أنك أيضا غاضب و متألم و أنك تستحق أن تعتذر لك، لكنك - للغرابة-  تكتفى بالحديث بكل هدوء تكتم غضبك تستمع لكلامها الغير صحيح عن أخطائك الغير مغتفرة رغم أنك أبدا لم تخطأ أخطاء مثل هذه، حديثها الجارح لا يجرحك بسبب أن كلماته القوية تؤذى  لكن كل ما يجرحك أن اختياراتها دوما عند كل مشاجرة أننا لم نعد أصدقاء لننهى كل شيء بينما أنت لم تفكر فى هذا أبدا، لا تستوعب كيف يمكن يقفز لذهنها هذا، أنت الذى آمنت طوال عمرك أن الأشخاص الطيببن و الأصدقاء الحقيقين و الأحبة يتشاجروا سويا لكن أبدا لا يرحلوا بعيدا عن بعضهم البعض هكذا، فقط كلمات عتاب قليلة تنهى كل الخلافات، تبتسم فى اضطراب و تردد فأنت لا تفهم كيف تتصرف هل تخبرها " حسنا اذا نحن لم نعد أصدقاء " ثم تغلق المكالمة أم تستمع لكلامها إلى نهايته ثم تقول لها "سلام" و تغلق المكالمة، لكنك - كالعادة و بسبب حبك لها - تستمع لها فى هدوء و تحاول بكل قوة أن تحول مسار الحديث ناحية الأشياء الطيبة، تلقى لها بكلمات لتخفيف حدة المكالمة، تحاول أن تبرر لها كلامها،  لكنها تصر على العكس، و تؤكد لك أنها غير مخطئة بالمرة، تبتسم ثانية، تنتازل عن غضبك وتعتذر عن أخطائك رغم أنك اعتذرت عنها مرارا لكن كل ما وجدته هو الجفاء لكنك للحظة الأخيرة لازالت متمسك بالأشياء الطيبة ثم تنتهى المكالمة بينما على شفتيك تلك الابتسامة التى تشير لاضطراب الداخلى و عدم فهمك فيم كل هذا.

تتصل بك ثانية - ربما فكرت قليلا فى محادثتكما الأولى و مدى أذى كلماتها - بعد أن قررت أنت أنه ربما للمرة الأولى كنت مخطئ فى وجهة نظرك فى أحدهم فيرق قلبك و تنفض أفكارك التى كانت تروادك، لا تعاتبها ثانية فقط تعتذر مجددا و تخبرها بصوت مضطرب أنك أيضا متألم و غاضب و تتمنى له الخير و تخبرها أنك صافى تجاهها

لم تعد تبالى بأن تتصل أو لا فأنت فى داخلك تعرف أن طاقتك انتهت تماما و أنه مهما بلغ حبك لها فأنت لم تتعد تتحمل أن تشرح لها ثانية و تعطى لها الإشارات أن التجاهل هو أكثر ما يؤذيك و أنك لم تعد تتحمل الحواجز الوهمية، انتهى هذا الزمن الذى كنت تخدع فيه نفسك واهما اياها أنها بالتأكيد ستتغير، هى ناضجة كفاية لكى تفكر فى كل ما حدث و تقرر الأشياء الصائبة و الأشياء الخاطئة...