الجمعة، 1 يناير 2016

ترانيم العام الجديد


لنذهب لقبور الأحبة ونضع وردة ونبتسم في صمت ونتذكر رغم أنهم فارقونا للأبد إلا أن عزاؤنا الوحيد طاقة الحب تلك التي اكتشفناها في وداعهم الأخير فالجميع اجمعوا على جمالهم وحزنوا لفراقهم. لنودع الفتيات الجميلة ونتمني لهم - في صمت - عاما سعيدا وخفة روح رغم كل ما فعلوه معنا، يمكننا أن نكلم صديق تفرقت مساراتنا ونتحدث كما كنا نتحدث في الماضى كأن صداقتنا لازالت بنفس قوتها في الزمن الفائت

لنبعث برسائل البهجة لهؤلاء الذين لا نعرفهم ولكنهم يستحقون أن نقول لهم أنهم "حلوين" لعل هذا يبهجهم ونتذكر الرسائل التي أبهجتنا يوما ما ونتذكر رغم كل النهايات الحزينة إلا أنه في النهاية يمكننا فقط أن نتذكر الأشياء الطيبة، يمكننا أن نشاهد فيلم عن الخير الذى ينتصر وقصص الحب التي تكتمل أو ننغمس في عالم نجيب محفوظ وأبطاله بينما كوب "القرفة بالحليب " يتصاعد منه بخار جميل يبعث الدفء في أجسادنا المتعبة. 

لنتذكر جنود الحرب العالمية الأولى وهدنة عيد الميلاد، هؤلاء الذين وسط ويلات الحرب استطاعوا أن يبتسموا ويفرحوا سويا وينسوا العداء المتوهم ففرضوا هدنة لم يستطع أن يتوصل إليها القادة، يمكننا أيضا أن نتمني ليلة دافئة لهؤلاء الذين سيقضون ليلتهم على أبراج الحراسة يفكرون كم تبقى لهم من أيام باردة سيقضونها فى حراسة معسكرات تحيط بها الصحارى من كل مكان.

لننسى انهيار الملحمة قليلا ونطمئن أنفسنا أننا قادرين على صنع عشرات الملاحم الأخرى ففي النهاية نحن لازالنا نملك الروح الشغوفة حتى لو تراكم عليها أتربة اليأس ودماء الرفاق، لنحلم بعالم أفضل و ثورات منتصرة وعالم سعيد حتى لو لليلة واحدة.  

لندفن كل خيبات آمالنا و نكتب جميع آلامنا في ورق نحرقه ونبعثر رماده مع أول ثانية في العام الجديد، يمكننا أيضا أن نمسح جميع السطور الكئيبة التي كتبناها اليوم عن هؤلاء الذين أصابونا بالحزن ونكتب بدلا منها آمالنا الجديدة و نعيد إحياء الأحلام التي ماتت و نجعلها تبث الدفء في روحنا التي تآكلت بفعل البرودة و ملل العمل اليومي المتكرر وسباقنا اليومي الذي لانعرف له نهاية في هذا العالم الكئيب.