الجمعة، 4 ديسمبر 2015

اشارات خاطئة و حنين لا ينتهي



ظننت ان كل شيء قد انتهي. نوبات الحنين، الألم الذي لا يطاق، الأسئلة التي لا جواب لها. لم يتبق سوي الهدوء النفسي، الرضا الذي يتبع النهاية. قررت أن انهي الأمور بطريقتي الخاصة، لا أحب النهايات المبتورة، أقرر صنع نهايتي الخاصة. لكن الأمور كانت صعبة لدرجة أنني لكي أقوم بفعل ساحر أنهي به الأمور ترددت كثيرا، كنت على وشك الاكتفاء بالنهاية المبتورة، لكن مرة أخرى الاشارات تطادرني، تدفعني دفعا لاتمام نهايتي الخاصة، أتبعها لمرة أخيرة رغم أنني حتي اتمام النهاية كنت مترددا غير مقتنع لكن لا بأس بمرة أخيرة، لا أخبر أحد بالنهاية التي اخترتها سوى عمرو صديق.

بعد اتمام النهاية لم أمر بموجات الحنين والألم وكل تلك الأشياء الأخرى. حسنا مررت ببعضها لكنها كانت ومضات من حين لآخر، يمكن التعامل معاها بسهولة، الطرف الآخر سيعلم بالنهاية في وقتها المناسب، رغم ما تحمله تلك النهاية من آمال في بداية جديدة، لكنني أعلم في قرارة نفسي أنه لا بدايات جديدة،لم أكن سأصدم اذا تم تجاهل تلك الآمال الخفية منها، بدأت في اتخاذ قرارات بخصوص المرحلة القادمة من حياتي، ظننت أن كل الأشياء على ما يرام، لكنني كنت مخطئا...

جاءت وفاة فؤاد لتثير مكامن الهشاشة في نفسي الضعيفة، لتخبرني أن كل ما كنت أظن هو محض أوهام، عادت موجات الحنين لتصيبني بضراوة، لازالت متحكما بها لكن بالكاد، أفكر في كل ما حدث، الأسئلة التي نجحت في تجاهلها عن ماهية ما حدث ولماذا حدث عادت بقوة، الصور استردت وظيفتها القديمة في نفخ نيران الذكريات، بقايا الغضب تشتعل ببطء من بين الرماد. أصبحت اتسائل بكثرة هل كان تصرف سليم مني أن اتبع الاشارات، ماذا لو كانت اشارات خاطئة، ماذا لو أن تلك النهاية التي صنعت هي سبب عدم انتهاء نوبات الحنين. أفكر ان الحب انتهي كأنه لم يكن بمجرد أن أري صورتها ثم مع الصورة التالية أجد الحب حاضرا بكل قوة.

لم أعد أملك سوى الدعاء أن تكون تلك الهشاشة مؤقتة مقرونة بوفاة أحد أحب أصدقائي لقلبي، وأنه الزمن وحده قادر على ترميم كل تلك  الهشاشة...