الأحد، 28 يونيو 2015

ما بعد الاندثار !

ستنتهى حياتنا ونصبح تراب، سيودعنا رفقانا ويقولون لنا "إلى اللقاء" على أبواب مقابرنا ثم سرعان ما يلحقوا بنا
سينتهى الحال بأرواحنا أطياف شاردة فى فضاء الانترنت، كل ما سيتبقى مننا مجموعة من الآحاد و الأصفار إلى أن يقرر أحدهم أن خوادم الانترنت قد امتلأت فيمسح هذه الآحاد والأصفار
سيعبث طفل بأحد محركات البحث فيجد أمامه صور لأناس تبتسم فى بلاهة و تفاؤل و سيجد كلمات قد كتبت منذ عشرات الأعوام عن المستقبل الذى لا يأتى، سيسأل أباه عن كل هذا فيخبره أنه يوما ما كان هذه الكلمات تنبض بالحياة سيهز الطفل رأسه ثم ينسى كل ما قيل و يذهب ليبحث عن لعبة جديدة
ربما يقرر أحدهم أن هرائنا المكتوب هنا يمثل تجربة أدبية لهذا العصر فتصبح أحلامنا و خيبات آمالنا مقرر دراسى يدرسه مراهق لا يتوقف عن لعننا فما له و مال هذه النفوس المعقدة التى اندثرت لا يدرى أنه فى المستقبل سيأتى مراهق آخر يلعن أحلامه هو وأقرانه
سيجد روائى  شاب مدونة مهجورة باحت صاحبتها فيها بكل أسرارها فيها طوال ستين عاما  فيبدأ فى نسج روايته الأولى عن فتاة حالمة و كيف تحولت أحلامها لكوابيس

ستتحول ملفاتنا الشخصية و مدوناتنا إلى خرائب لا يطأها  إلا الباحثون عن قصة جديدة لم تكتب بعد وعاشقى النوستالجيا
 سينتهى الانترنت و تتطاير الآحاد و الأصفار فى الهواء و معاها تتطاير كلماتنا و ما تبقى مننا  لن يتذكرنا أحد كأننا لم نوجد قط ستنتهى أحلامنا بالخلود، ستمحى الذاكرة الحية التى ظننا يوما ما أننا  نسجناها هنا !