الأحد، 18 مايو 2014

مبعثرات

 سنلتقى فى نادى عند حوض السباحة فى الفترة المخصصة لتعليم الاطفال ، سترانى من بعيد و سألمحك بطرف عينى ثم بعد 10 ثوان من التفكير سنتأكد أن كلا منا وجد رفيقه القديم، سنحضن بعض بشدة و تعرفنى على ابنك و أعرفك على ابنتى و سنظل طوال الساعتين مدة تمرين الأطفال نتذكر الأيام الخوالى و الأصدقاء بينما صوت المدرب مجرد مؤثرات صوتية لذكرياتنا الحميمية ، ستنتهى الساعتان و ننفترق على وعد اللقاء قريبا مع الرفاق جميعا  لكننا لن نلتقى الا بعد 10 سنوات أخرى فى جنازة أحد الرفاق


ربما سنتقابل  ثانية يا فتاة بعد أن تندمل كل الجروح  سننظر لبعض سابتسم فى صمت لو شيئا كهذا ممكن ، و أتذكر كل شئ حتى أننى سأتذكر لون قميصك فى يومنا الأخير ، لا أعرف رد فعلك لكن فى الأغلب ستصيبك دهشة ثم لا شئ  مع ابتسامة ساذجة كعادتك  قد نلوح لبعض ثم سنكمل الطريق و سيطرأ على ذهنى فكرة لقصة قصيرة عن فتاة جميلة و فتى حالم و لكنها لن تكتب أبدا !


بينما ابنى فى سنته الثانية بكلية الهندسة مكملا لدرب أبيه ، سيحدثنى عن هذا الأستاذ المحترم الذى يبلغ من العمر 50 عاما لكن لازالت نفسه تتوق للعلم مثل شاب فى أوائل العشرينات ،سأتذكر أحدهم فأسالك على اسم هذا الأستاذ فتخبرنى فأتيقن أن زميلى القديم فى مكانه المستحق ،فأخبر ابنى أن يبلغ هذا الأستاذ تحياتى و أخبره أن يبلغه أننى أريد هاتفه لكى نتواصل لكننى سرعان ما أتراجع عن تلك الفكرة و ابتسم فى صمت مخبرا ابنى أن هذا الأستاذ خير من رأيت فى سنوات دراستنى  




أنظر فى المرآة  فيطالعنى وجه رجل فى أواخر الثلاثينات ابتسم و أتذكر طفل ذو عشر سنوات طالما حلم بأعاظم الأمور فجاء هذا الرجل ليحقق الكثير من أحلام الطفل و لكنه يخيب ظن الطفل فى الكثير من الأشياء  أيضا ، أعتذر للطفل و تقفز فى ذهنى صورة لعجوز فى آخر الرحلة يعتذر لرجل يماثلنى فى السن 



أتصل بصديقنا هذا الذى يحافظ على تجمع شلتنا و الذى لم يكل و لم يتعب رغم مرور كل تلك السنوات لا يرد على غير عادته ، ترد ابنته اداعبها و اسألها عن الوالد تقول لى أنه نائم أخبرها أن تبلغه أننى اتصلت و لكننى قبل أن أغلق الهاتف يهيأ لى أننى اسمعه يبكى !