الثلاثاء، 7 يناير 2014

تفاصيل

 تقبع دوما السعادة الحقيقية فى تفاصيل صغيرة يغفل عنها معظم البشر، تتوارى فى خفة كطفلة عابثة تنتظر صاحب العين المميزة الذى سيلمحها فى غمرة تعب الحياة و تسارع أحداثها.
  
تفاصيل صغيرة  كابتسامة طفل صغير عينيه تشع أمل وسط زحام البشر الذين أنهكتهم الحياة و سلبتهم كل الآمال، ابتسامة تجعلك تعتقد أن المستقبل أفضل بالتأكيد ، كنبرة صوت شاب يحدثك عن أحلامه للمستقبل التى ربما لن تتحقق.

أكلة على عربة فول وسط جو حميمى لبشر بسطاء ربما لن تقابلهم مرة أخرى لكنهم قادرون على اسعادك فرغم ظروف حياتهم الشاقة -التى لا تقارن بحياتك- هم قادرون على الضحك، ستشعر معهم أن لا شئ يستحق الكآبة.

ضحكة خجول من فتاة تعرف أنها ليست لك و لكنك لا تمنع نفسك من الابتسام عند رؤية ضحكتها الصافية و تتمنى لها مستقبل مشرق مثل ضحكتها هذه، مكالمة من صديق قديم لم تسمع صوته منذ زمن بسبب مشاغل الحياة ، و لكن مكالمته هذه تثير ذكريات كثيرة  تدفعك فورا للابتسام.

حكايات رجل عجوز يحكى لك عن التاريخ، عن عظمة تلك البلد فى يوم من الأيام، عن الشوارع التى كانت مثل شوارع أوربا، عن الناس الطيبين الذى لم يعد لهم أثر الآن، ربما لا تصدق كل كلامه فكتب التاريخ لا تتحدث عن كل هذا، لكن نبرته الصادقة تخبرك بأنه لابد أنه عاش كل هذا، بالتأكيد كتب التاريخ قاصرة بشكل أو بآخر، ربما يمتد بكم الحديث أيضا عن أيام شبابه ، عن طموحاته التى لم يحققها و فتاته التى لم يستطع أن يتزوج به و أطفاله الذين أصبحوا رجالا الآن، تفكر فى نفسك و فى أنك ربما يوما من الأيام اذا امتد بك العمر ستكون مكانه فتبتسم.

ربما حان الوقت  أن نتوقف عن البحث على الكائن الخرافى الذى يسمى سعادة ، ولنبدأ التدقيق فى التفاصيل المحيطة ففي كل لحظة وكل تفصيلة لحظة من السعادة و لكننا فى غمرة انشغالنا لا نلحظ هذا !