الأحد، 5 مايو 2013

صور_أماكن


أماكن

"الهرم-ميدان التحرير-مبنى الجامعة العريق-البحر الساحر..."
بعد هذه السنين لازال شعور غامض يعتريه كلما نظر  لتلك الصور، شعور بالرهبة و الدهشة، مزيج من المشاعر الغامضة التى لا يجد لها تفسير.

لازالت صور الأشياء و الأماكن  تثير دهشته أكثر من غيرها ، حرص على أن يلتقط الصور لها قدر استطاعته ، يشعر بفرحة طفل صغير  بلعبة جديدة كلما التقط صورة  أو لعله شعور لا يعرف كنهه ،فقط هو يشعر به لكن لا يستطيع وصفه.

 لا يعرف لماذا تجتاحه تلك المشاعر  الغامضة  ربما  لأنه  يشعر بصور تلك الأماكن   تحدثه كأنها صديق قديم له ،فكثيرا ما حدق فى صورة هذا البحر الذى التقطها منذ أعوام عدة مضت  فشعر بالارتياح  ، يريد ان يهمس له بمشاكله التى لا يستطيع ان يبوح لأحد بها ،لما لا وهو يعرف أنه سيحتفظ بها فى أعماق أعماقه.

أم لعل الامر له علاقة بثبات تلك الأماكن كأنها خارج الزمن أو ربما هى الزمن ذاته بكل عنفوانه و قوته.

هرم لا يتغير فيه سوى وجوه الناس التى تمر به، صامد فى وجه الزمن ،عجيب هذا الثبات الذى يتميز به كأنه يتحدى الزمن مثل الأساطير،راسخ كأنه جزء من تلك الارض منذ قديم الأزل مجرد امتداد لها فقط !!.

ميدان تجدد أرصفته  و تدهن، تتغير أسماؤه ،مر به الملايين منذ إنشائه ، قامت ثورات و اخمدت اخرى ، لكنه بعد تلك السنون و الأحداث الجسام لازال يحتفظ بروحه، روح تأسر كل من يمر به ، تعطيه الحماسة لفعل أى شئ و كل شئ.

مبنى عتيق لجامعة شهد من الأحداث ما لا تتسع له كتب التاريخ ، شهد حركات طلابية تطالب بالحرية، كان شاهد على  مشاعر انسانية نبيلة  ، و لحظات فرح قلما تتكرر ، قصص حب لم تكتمل و وعود لن تنفذ ،أحلام سوف تقتل فى مهدها و ربما ينجو بعضها ، فقط ليخبرنا بوجودها فى عقول هؤلاء الطلاب. اه لو يحدثنا هذا المبنى لكتب الشعراء أشعار لم تكتب من قبل و لخط الأدباء روايتهم الاعظم التى سوف تخلدهم للأبد.

 لشد ما حيرته –و لازالت- تلك الاماكن الثابتة الضاربة بجذورها فى قلب الزمن ، فى ماذا تختلف عن تلك الاماكن الخربة التى اذا عدت لها بعد  سنوات  قليلة لا تعد على اصابع الأيدى تجد انها اصبحت خرائب ربما الأخيرة  تستمد وجودها من الناس كأنهم مرآة لها فاذا هرم الناس هرمت تلك الاماكن ، أم الأولى فلها كيانها المستقل،  الناس  هم من يستظلون بها و بقوة وجودها و تأثيرها ، ساحرة سحر خاص ربما وضعت بذوره مع أساسات البناء ، كأنها جزء من المخطط الهندسى للمكان.

يوما ما سوف يحدق فى تلك الصور و ستخبره بكل شئ،بسر سحرها ، بأسرار من مروا عليها، سيتهتك الحجاب السميك الذى يخفى كل شئ ربما ...