الثلاثاء، 5 مارس 2013

صور_كلك

كلك

"كلك " بمجرد ان سمع صوت غالق الكاميرا تجمع حوله الاصدقاء ليشاهدوا الصورة ،الجميع سعيد و الغد باسم يفتح لهم ذراعيه كأنه صديق قديم لهم، تمر الايام و السنون و لا يبقى من هذا التجمع سوى صورة باهتة تبعث فى نفوس  البعض الشجن و تبعث الحسرة فى نفوس اخرى.

 لكنها   تبعث فى  نفسه هو مشاعر طيبة  ، تذكره بعمر مضى  واصدقاء تاهوا عنه فى زحمة الحياة التقطها فى العام الاخير من سنوات الدراسة فى يوم بارد لكن لم يكن هناك احد يشعر بتلك البرودة فتجمع الاصدقاء كان يبعث من الحرارة ما يتغلب على اى برودة.
 
الهاتف يرن،لكنه يتجاهله فطالما تجاهل هو و اصدقائه بعضهم البعض من اجله و من اجل اعمالهم التى لا تنتهى  حان الوقت لتجاهله قليلا حتى و ان كان من اجل صورة .

يركز اكثر فى الصورة الباهتة  يشعر بالدفء ينبعث منها  ، يشعر باحلام اصدقائه  عمر الذى  دائما كان يفكر فى الهجرة ، محمد و مثاليته الزائدة عن الحد و تفكيره فى تحويل مصر الى مدينة فاضلة هل مازلت يا محمد كما عهدتك دائما تأبى كل شئ يخالف المبادئ ام ان الحياة بقسوتها التى تحفر و تثقب اشد الصخور صلابة قد علمتك ان اخلاقك تليق بمدينة يعيش بها مجموعة من القديسين اما هنا فى مدينتنا فيجب ان تكون على قدر من الوقاحة  لكى تستطيع ان تظل حيا وسط  الأوغاد! .حسن و تفكيره العملى الصارم و حلمه بان يصبح رئيس مجلس ادارة تلك الشركة العالمية المعروفة . مدحت و ابتسامته التى كانت تخفى ورائها احزان عميقة لم يبثها لاحد ربما لانه لم يشعر باهتمام حقيقى،ربما كنت مخطئ يا صديقى فهناك من اهتم حقا و لكن كالعادة الزمن لا يعطينا الفرصة لنعبر عن اهتمامنا. 

الهاتف لا يسكن ينظر فى الشاشة يتراءى امام عينيه اسم المتصل "العمل "، يغلق الهاتف و تنسال من عينيه دمعات لم يحاول حبسها  ،انطلق الى الفيس بوك رابطهم الوحيد الان ، و كتب حروف قليلة على (الجروب ) الذى طالما شهد فكاهتهم و احلامهم و دموعهم  "اين انتم ايها الاصدقاء ! ".