الثلاثاء، 24 يوليو 2018

في التاسعة من عمري كانت جنودي البلاستيكية التي حصلت عليها في العيد الفائت تستعد لغزو العالم، تحت الضوء الأبيض للمصباح تلمع ثمانية عشر عصا بلاستيكية انتهيت للتو من تنضيفهم من آثار الآيس الكريم الذي كن يحملن استعدادا لبناء تسعة طائرات تمثلن قوتي الجوية الضاربة، ذلك قبل أن يكتشف سمير رفيق طفولتي المحل الذي يبيع طائرات صغيرة ستحل محل عصيان الآيس الكريم. عشرون كرة زجاجية من البلي حين تحين ساعة الصفر ستبدأن في الغوص للضفة الأخري من المياه الممثلة في الاربع بلاطات العاريات من السجاد. وفي الخلف يمكنك أن تلمح مكعبات أختي مرصوصة على هيئة حصن منيع لتلافي هجمات العدو المضادة.
في السادسة عشر من عمري كنت قد طورت خططي قليلا، لم يعد هناك حاجة للجنود البلاستيكية فعالم من الآحاد والأصفار سيحل محلها. قضيت عدة أمسيات عاكفا على صبغ خريطة العالم بلون دولتي الافتراضية، أحيانا تعرض الشاشة معارك بالسيوف وأحيانا أخري كانت تضئ الشاشة معلنة عن انفجار قنبلة نووية، بينما سلاحي الحقيقي كان عدة نقرات على قطعة بلاستيكية تشبه فأر تعقبها خبطات للوحة مفاتيح ذات ثلاث نقط مضيئة في ركنها العلوي الأيمن.
في الخامسة والعشرين استبدل سلاسل معدنية تحمل أعلام زاهية مختلفة بنقرات كنت ألون بها خارطة العالم بلون أحمر قاتم وسلاحي الجديد تذاكر ورقية تحمل حروف لاتينية تمثل أسماء الأعلام الزاهية.
في درج المكتب بزاوية غرفتي وبالقرب من البلاطات التي كانت تمثل بحر واسع للطفل الصغير تقبع سلاسلي المعدنية كتذكار سلام يذكرني دوما أن هذا العالم اكتفى من الأطفال الذين يريدون أن يغزوه.