الأحد، 17 سبتمبر 2017

مجاذيب، وعباقرة، وفتيات جميلة وعودة ثانية للكتابة

اعلم عفاك الله أن القصة تبدأ على الدوام هكذا فتي طموح رزين، فتاة شاعرية عادية الجمال لكنها عندما تتحدث عينيها تلمع بتلك اللمعة التي تشعل مكامن روحه، تفتنه ثم تجري الأمور فلا حول ولا قوة إلا بالله!
واعلم يا هذا أنه منذ بدأ الخليقة تتكرر الحكاية، عبقري أحرقه الحب فانطلق يشكو لهيبه موسيقي، سطور لا تنتهي، أشعار، أو حتى رسومات لا يهم كثيرا.
طفل لن يقبل الهزيمة، فيحاول أن ينتصر، أحيانا ينس طموحه فيحترق في غياهب النسيان، أحيانا أخرى ستشعل طموحه إلى الحد الذي يجعله ينفجر لعله أن يرضيها فيفشل، لكنه دون أن يدرى قد كتب أجمل رواياته وأشعاره التي سيخلدها التاريخ، وأنه لم ينل إعجابها لأن الأمر لا يتوقف على العبقرية فقط فانظر وتفكر قليلا!
طموح سينس كل ما حدث كأنه لم يكن ويتفرغ لصناعة المال، فيدهس هذا و يهدم بيوت ذكريات ذاك بلا أمل ولا ألم فكل هذه الأشياء انتهت، أو ربما عند تقاعده سيتذكر كل ماحدث لا علم لى !
واعلم أن أعظم الروايات قد تبدأ ب(هي) ثم يقرر الكاتب أن يخفي آثارها فيكمل بناء روايته محاولا إخفاء آثار أنها (هي) حجر الأساس، وأن كل ما كتب أو سيكتب يدور حولها ، سينجح لكن"من ذاق عرف"، فنظرة قارئ عاشق للرواية ستخبره بكل شييء. واعلم أن كمال هو محفوظ وعايدة شداد في الأغلب هي الفتاة التي خلبت لبه في زمن غابر وأن الثلاثية العظيمة ربما هي نتاج لحب، لنزوة طارئة آلمت بعبقري فقرر أن يخلد حبه. فتأمل ولا ترمني بالجنون!
واعلم يا صديقي أن هؤلاء الثائرين قد قروءا لمجذوب آخر عن الثورة والحب، فققرروا أن يلبوا نداء غواية التمرد فامتلئت الشوارع بالمجاذيب الذين يهتفون حرية، ثم سرعان ما انطلقوا يخلقون قصص حبهم - مآسيهم فيما بعد - ثم انفضت الجموع ولم يبق من الهتافات والقصص المجنونة سوى آثار باهتة وشبح حكاية سيحكونها فيما بعد لأحفادهم. سيحكون لهم عن نداء الحرية، والحب الذي يصنع المستحيل، وكيف أنهم أول من قرر أن يصنع ملحمة على ضفاف النيل وأنهم يختلفون عن أسلافهم، سيحكون كل هذا دون أن يدركوا أنهم في حقيقية الأمر يكررون قصة لا تنتهي بشكل آخر أكثر ملحمية، فتعلم وتفكر قبل أن تصيبك الغواية أنت الآخر يا هذا!