السبت، 29 نوفمبر 2014

29-11-2014


 الغضب و الإحباط يتملكونى، الحكم كان متوقع و لكن لا مفر من أن تصيبنا المرارة و الحزن عند وقوع الهزيمة مهما زعمنا أننا كنا مستعدين لها و أننا تقبلنا حقيقة أننا هُزمنا

كنت فى اجتماع فى العمل، لا أركز فى كلمات محدثى ينتهى الاجتماع و انسحب بهدوء فبالطبع لن أتمكن من مواصلة العمل بعد هذا الحكم، أثناء ذهابى للبيت تتملكنى كل الأفكار من نوعية (لنهرب يا أصدقائى ،هيا بنا ننطلق فى مظاهرات يائسة حتى نفنى عن بكرة أبينا، هذا الشعب لا يستحق لا بل يستحق لكن هم من قاموا بتجهيله ، سننتصر بل هزُمنا نهائيا يا أحمق)


أصل للبيت و احاول أن أعلق على ما حدث لكن كل التعليقات التى تدور فى ذهنى مليئة بالسباب فاكتفى بسؤال
 أحدهم " هو فى أمل فى اى حاجة و لا نهرب من البلد ديه و خلاص بقى كدة  نسيبها للفلول و الدواعش يعيشوا فيها زى ما هم عاوزين ؟" رغم أننى من أصحاب نظرية أننا سنظل فى هذه الحالة لعشر سنين قادمة على الأقل و كلمة النهاية لم تكتب بعد، لكننى أحتاج لمن يخبرنى أن هذا صحيح وأننا لا نطارد سراب

 اذهب للنوم لعل الغضب ينتهى و أستطيع أن أواصل عملى، استيقظ على أصوات تهتف يسقط حسنى مبارك ، استغرب فأنا لم أسمع أصوات مظاهرات بالقرب من شارعنا إلا مرتين أحدهم فى الخامس و العشرين من يناير 2011 و مرة أخرى أثناء تلك المظاهرات التى كانت تملأ القاهرة فى فترة حكم الإخوان وبالطبع هناك المرة الأهم يوم الثامن و العشرين من يناير 2011 لكننى لم أكن بالبيت حينها وأحمد أخبرنى عنها بكل فخر عندما عدت للبيت -ربما أستطيع أن اكتب عن تلك الأيام السعيدة يوما ما -

انتفض سريعا من على السرير و افتح باب (البلكونة) يلفحنى تيار هواء بارد لكننى ابتسم لأننى أراهم شباب يهتفون يسقط حسنى مبارك، لا أتبين عددهم فقد نسيت (النضارة) يختفون فى آخر الشارع، اذهب لأسال أبى هل حقا ما سمعت أم اننى فقط أتوهم يقول لى أن ما سمعت صحيح و يضيف فى لهجة محايدة ربما قُتل أصاحبهم لهذا ينزلون يقول لى أحمد أخى فى حسرة تستطيع أن تعدهم على أصابع يديك، لا أحبط رغم  ما ذكره أحمد فأنا أشعر أنها إشارة  وأتذكر أن لنا عودة  ولو بعد حين  أشعر بالإثارة بسبب هذا الأمل -الغير مبرر -  و أتمنى أن أشهد هذا اليوم الذى سنعود فيه.